متى يتوقف استغباء الرئيس، والشعب ؟! (تحليل)

أربعاء, 01/18/2017 - 20:28

بدأ البعض يتساءل عن أسباب، ومصادر الكتابات المشبوهة التي ازدادت وتيرتها مؤخرا، على منبر إعلامي يعرف عن صاحبه أنه لا يستطيع كتابة شيء يحسن السكوت عليه خاصة باللغة العربية، ويتوقف المراقبون هنا عند نقطتين اثنتين:

 الأولى: من يزود هذا المنبر بتحركات، وقرارات النظام، خاصة وأن بعض هذه القرارات يكون غاية في السرية، فيتم تسريبه "حصرا" لهذا المنبر الإعلامي، وهو الذي يجاهر علنا بعداء الحكومة، والنظام، ما يجعل حصوله على تلك المعلومات الغاية في السرية أمرا محير!!.

النقطة الثانية: هي الصبغة التحليلية، واللغة المحبوكة، التي تبدو أشبه بمرافعات المحامين، منها إلى أي جنس صحفي معروف، فالعناصر التي بات يعج بها هذا المنبر الإعلامي تعتمد على ثوابت أساسية، منها ضرب وحدة النظام، وانسجام أغلبيته، وتشويه صورة حكومته، والطعن في وزرائه، وتسفيه خيارات رئيس الجمهورية، وتهديده بالخطر الداهم الذي يتهدده بسبب سوء اختياره لطاقمه الحكومي، والسياسي – حسب هذا المنبر-.

وقد لاحظ المتابعون أن هذا المنبر الإعلامي كان يتبع سياسة "فرق تسد" حيث حاول مرارا ضرب الحكومة بالحزب الحاكم، وضرب الوزراء بالجنرالات، ومهاجمة جناح من النظام، وامتداح جناح آخر، ولما لم تؤت هذه السياسة أكلها المرجوة من تفتيت جهود النظام، قلب هذا المنبر الإعلامي الطاولة على الجميع، وأعلن الحرب المفتوحة على الكل، فبات يهاجم علنا: الرئيس، والأغلبية، والحكومة، والجيش، ويصف الجميع بالفشل، والغباء، بل والتآمر.

محاولة استغباء الرئيس، والشعب لا تتوقف، رغم أن بعضها يبدو نسخة طبق الأصل من بعضها، لا يتغير فيه إلا تاريخ النشر، وتقديم، أو تأخير بعض الأفكار الممجوجة، والأكيد أن جهة معينة باتت تكتب لهذا المنبر مادته، وتغذيه، وتستغله لتمرير سياستها، وبث خطابها، الذي لا تتجرأ على البوح به علنا، فالتقت مصلحة هذه الجهة، وهذا المنبر الإعلامي في زواج متعة قذر.

يواصل رئيس الجمهورية، وحكومته، وحزبه المسير، غير عابئين بجهود المثبطين، والمشككين، والمسفهين، الذين يـُظهرون أنفسهم في ثوب الناصح الأمين، والواقع أن العداوة تفوح رائحتها نتنة من منبرهم الإعلامي، فما هكذا يكون النصح الصادق، فقديما قال الشاعر:

لو كان لومك نصحا كنت أقبله @ لكن لومك محمول على الحسد.

 ويؤكد المراقبون أن اكتشاف مصادر تغذية هذا المنبر بهذه السموم، والجهة التي تقف وراءه مجرد مسألة وقت، فبمجرد تضارب المصالح الشخصية، سينتهي زواج المتعة بطلاق بائن، تتكشف معه عورات، ومكائد هؤلاء، وسيبدؤون بكيل السباب، واللعنات لشريكهم اليوم، وذلك ديدنهم، فالحكومة، والحزب اللذين يجاهران اليوم بعدائهما لهما، وشتمهما كانوا بالأمس القريب يكيلون لهما المدائح، والتقريظ.