كان خضوع غامبيا للاستعمار البريطاني، المانع الأول من انضمامه للسنغال المستعمرة الفرنسية السابقة، كما كانت الأغلبية الماندنكية فيه مانعاً آخر من الاندماج الثقافي مع الأغلبية الولفية في السنغال، رغم وجود عرقية ثالثة مشتركة بين البلدين هي البولار التي ينتمي إليها رئيسا البلدين المنتخبان حديثاً.ماكي صال وأدما باروو
وقد ظلت السنغال تتعامل مع جارتها المزروعة في خاصرتها بنوع من الوصاية كاد أن يصل إلى حد الابتلاع في عهد الرئيس الغامبي الأسبق الحاج داودا كيربا جاورا بموجب الاتفاقية المعروفة بـ»الاتحاد السينيغامبي» حيث أصبح الضباط السنغاليون هم من يتولون قيادة الوحدات العسكرية الأكثر أهمية في غامبيا وتتولى وحدات عسكرية سنغالية خالصة حراسة الرئيس الغامبي نفسه، وتأمين كل المنافذ البحرية والبرية والجوية في البلد.
لكن الرئيس المنتهية ولايته الحاج يحيى جامح، ألغى هذه الاتفاقية فور إطاحته بجاورا في انقلاب عسكري وضع به حداً نهائياً للوصاية السنغالية على بلاده.وقد عرف يحيى جامح بجرأته البالغة التي تصل في أحيان كثيرة حد التهور والغرور، كما عرف بميله الديني والعروبي البارز، وهو ما زرع له حزازات لدى الدول الغربية التي لم تمانع في استخدام القوة لإزاحته عندما طلب رئيس السنغال عدوه الأول، من مجلس الأمن السماح بذلك.
ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه حيث تحدثت مصادر قريبة من الرئاسة السينغالية عزمها إختيار ضباط سينغاليين مشكلين قوة حماية شخصية للرئيس الغامبي الذي ترتعد فرائصه قبل دخول القصر الرئاسي الغامبي كما تحدثت المصادر أن إصرار السنغال في دخول الأراضي الغامبية قصد تنحية قادة الجيش الغامبي ليحل محلهم نظرائهم من السينغاليين في خطوة لن يسكت عليها ول عبد العزيز الذي يتمتع بوزن إفريقي ودولي قد يمكنه من إعادة إنتخابات لايشارك فيها باروو ولا يؤثر عليها جامى حسب مراقبين