
تعتبر ولاية الحوض الشرقي إحدى أهم ولايات الوطن سواء من حيث حجم سكانها أو من حيث تعدد مصادرها الاقتصادية، وما يعول عليها من آفاق مستقبلية لتعزيز المنظومة الاقتصادية الوطنية.
وتتعدد المصادر الاقتصادية في هذه الولاية التي تضم ثماني مقاطعات، من ثروة حيوانية كبيرة ومساحات زراعية شاسعة، ونشاط تجاري كبير مدعوما بأسواق حدودية يومية مع الجارة مالي، إضافة إلى إمكانيات سياحية متنوعة تجمع بين جمال المناظر خلال موسم الخريف، والمواقع الجغرافية المتنوعة، والآثار التاريخية التي من أبرزها ما تتوفر عليه مدينتيا ولاته وكومبي صالح.
ورغم هذه الإمكانات الكبيرة إلا أن استغلالها بطرق تقليدية وضعف الاستثمارات التي يمكن أن توفر قيمة مضافة فيها، جعلت عائدها الاقتصادي سواء على المواطنين أنفسهم أو على الولاية أو الدولة بصفة عامة، دون المتوقع.
وقد عملت الحكومة خلال السنوات الأخيرة على اعتماد وتنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية سواء ضمن الخطط القطاعية المتعددة أو من خلال البرامج الموجهة بشكل خاص إلى هذه الولاية أو من خلال المشاريع التي يجري تنفيذها في إطار الطاولة المستديرة، لتعزيز التنمية المحلية فيها.
ويعتبر البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية، الذي سيطلق فخامة رئيس الجمهورية مكونته المتعلقة بهذه الولاية من ضمن المشاريع الهامة التي ستلامس المتطلبات الأساسية للمواطن، وسيعزز ولوجه للخدمات الأساسية من ماء وصحة وتعليم وكهرباء وطرق، وسدود …
وقد عبر بعض مواطني هذه الولاية في لقاءاتهم مع بعثة الوكالة الموريتانية للأنباء عن تثمينهم لاختيار فخامة رئيس الجمهورية ولاية الحوض الشرقي لإطلاق هذا البرنامج الهام، مؤملين أن يشكل مساهمة معتبرة في جهود تعزيز الخدمات الأساسية في الولاية وتسهيل ولوج المواطنين إليها.
وفي هذا الإطار أوضح السيد محمد ولد محمد الداي ولد مناتي، أن المشاريع التي يطلقها رئيس الجمهورية خلال زيارته للولاية التي تشمل كافة مقاطعاتها ستشكل إضافة نوعية في اتجاه التغلب على النقص الملاحظ في عدد كبير من الخدمات على مستوى الولاية.
وأشار إلى أن عددا كبيرا من بلديات وقرى الولاية يشهد نقصا في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والتغطية الصحية، معبرا عن أمله في أن تساهم المشاريع الخدمية التي سيتم بناؤها في إطار البرنامج الاستعجالي في تجاوز هذه التحديات.
وشكر المواطن الناني ولد عثمان، رئيس الجمهورية على العناية التي يوليها لولاية الحوض الشرقي، مشيرا إلى أن هذه الزيارة ستمكنه من الاطلاع ميدانيا على الواقع الحقيقي لسكان الولاية، والمشاكل التي يعانون منها خاصة في مجال نقص الخدمات الضرورية كالماء والصحة والتعليم والكهرباء.
وعبرت السيدة ميمونة بنت إسلم، رئيسة تعاونية نسوية، عن فرحها بزيارة رئيس الجمهورية لولاية الحوض الشرقي، التي تشكل فرصة لتعزيز التنمية في الولاية بفعل المشاريع التي سيطلقها والتي سيستفيد منها كافة بلديات الولاية.
وأشارت إلى أهمية دعم التعاونيات النسوية خاصة تلك الموجودة في القرى النائية التي تعاني كثيرا من التحديات، مبرزة الأدوار التي تقوم بها هذه التعاونيات خاصة لصالح معيلات الأسر.
وستستفيد ولاية الحوض الشرقي في إطار هذا البرنامج من 40 مليار أوقية قديمة ستوجه لتشييد مرافق خدمية في مختلف مقاطعات هذه الولاية الثمان، تم تحديدها عبر تشاور مع السكان المحليين مكن من إبراز الاحتياجات ذات الأولويات على مستوى كل بلدية.
وستتعزز المرافق الخدمية في هذه الولاية مع انتهاء مدة تنفيذ هذا البرنامج التي تبلغ 30 شهرا، ببناء 1156 حجرة دراسية، وبناء 6 مراكز صحية، و43 نقطة صحية، وتحويل نقطتين صحيتين إلى مراكز، وترميم مركزين ونقطتين صحيتين، واقتناء 15 سيارة إسعاف، ومعدات طبية، وحفر 133 بئرا إرتوازية، وبناء 27 خزانا مائيا، وتجهيز 40 بئرا ارتوازية، وتوسيع وترميم 42 شبكة مياه للشرب، وإعادة تأهيل شبكات أخرى مع العمل على زيادة إنتاجها، واقتناء 4 وحدات لمعالجة المياه، وإعادة تأهيل مصادر المياه التقليدية في عواصم مقاطعات الولاية التي استفادت من مياه بحيرة أظهر ومضاعفة إنتاج هذه البحيرة.
وسيعزز البرنامج الاستعجالي لتعميم النفاذ إلى الخدمات الضرورية للتنمية المحلية ولوج المواطنين في ولاية الحوض الشرقي للطاقة الكهربائية من خلال اقتناء 5 مولدات كهربائية لزيادة وتأمين الإنتاج في المدن الحضرية، وتوسيع 7 شبكات كهربائية، وكهربة 48 قرية ريفية.
وسيمكن هذا البرنامج من فك العزلة عن 3 مناطق في الولاية عبر فتح ممرات جبلية وبناء طرق رملية من التربة المحسنة، إضافة إلى بناء منشآت مائية و4 سدود، وتخصيص 4600 ساعة عمل لبناء وترميم حواجز رملية، وتوزيع 175 كلم من السياج، إضافة إلى استصلاح مساحتين لزراعة الخضروات، وبناء 49 حظيرة تلقيح حيوانات، وحفر 11 بئرا رعوية تحدد مواقعها بالتشاور مع السلطات الإدارية، ودعم ومواكبة 52 مشروعا لزراعة الأعلاف، وتمويل 300 مقاولة صغيرة، ودعم التشغيل لصالح 80 مستفيدا، ومنح 2186 دعم مالي للشباب، وتكوين 2514 شابا على مهارات الولوج للعمل، وتكوين 690 شابا على التسيير، وأكثر من 500 شاب على الحرف المهنية، وتعبئة 100 شاب للعمل التطوعي، واقتناء 40 مركبة ثلاثية العجلات، وتهيئة ملعبين رياضيين.
تقرير: هواري ولد محمد محمود/ المختار بونا