وزارة الزراعة: حققنا نقلة استراتيجية غير مسبوقة في سبيل ضمان السيادة الغذائية

اثنين, 08/04/2025 - 10:05

عرف قطاع الزراعة والسيادة الغذائية خلال السنوات الست الماضية ديناميكية قوية وإصلاحات عميقة، مكنت من تحقيق خطوات ملموسة نحو الأمن الغذائي الوطني، في انتظار استكمال المشاريع قيد الإنجاز وتحقيق أهداف برنامج “السيادة الغذائية الوطنية” في أفق 2030.

فقد شهد هذا القطاع نقلة نوعية من خلال تعزيز البنية التحتية الزراعية: تحديث أنظمة الري، ودعم المزارعين عن طريق برامج تمويل وتكوين، واستصلاح عشرات الآلاف من الهكتارات في ولايات الضفة (كوركول، لبراكنه، گيدي ماغا والترارزة)، وإدخال تقنيات المكننة الزراعية المقاومة للتغيرات المناخية، بدعم من شراكات دولية وبرامج تنموية، مما ساهم في رفع الإنتاج الزراعي الوطني بشكل ملحوظ.

ومن بين إنجازات القطاع إنشاء مراكز لتخزين وحفظ المحاصيل الزراعية في مناطق الإنتاج، لتقليل الهدر بعد الحصاد، وتحسين سلسلة القيمة الزراعية، ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الحبوب والخضروات، (الأرز، القمح والخضراوات)، وتوسيع مشاريع الزراعة المطرية والمروية، مع العمل على تطوير الموارد المائية السطحية والجوفية واستغلالها بشكل مستدام، ودعم الشباب والنساء في مشاريع زراعية مدرّة للدخل، ضمن رؤية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وخلق فرص العمل، وإطلاق برنامج “السيادة الغذائية الوطنية”، الذي يهدف إلى تقليص التبعية الغذائية للخارج بنسبة 50% خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفي إطار متابعة الجهود التنموية الوطنية، التقت الوكالة الموريتانية للأنباء مدير إدارة التخطيط والإحصاء والتعاون والمتابعة والتقييم بوزارة الزراعة والسيادة الغذائية، السيد عبد الله ولد باب ولد زياد، حيث استعرض حصيلة الإنجازات التي حققها قطاع الزراعة والسيادة الغذائية خلال المأمورية الأولى لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، والسنة الأولى من مأموريته الثانية.

وقال السيد عبد الله ولد باب ولد زياد إن ما تحقق حتى الآن من إنجازات في القطاع يُعدّ نقلة استراتيجية غير مسبوقة في تاريخ الزراعة الموريتانية، وهو ما يعكس تصميم الإرادة السياسية القوية بتحقيق السيادة الغذائية.

وأضاف أن القطاع دأب خلال السنوات القليلة الماضية على تنظيم ثلاث حملات زراعية، إحداها صيفية غالبًا ما تركز على زراعة الأرز في المناطق المروية، خصوصًا في منطقة الضفة، والثانية خريفية تعتمد على الأمطار الموسمية في المناطق المطرية لزراعة الحبوب التقليدية مثل الذرة والدخن، والثالثة حملة شتوية تمتد على طول السنة وتعنى أساسا بإنتاج الخضروات، وتُنفذ باستخدام الري التكميلي أو في المناطق الزراعية المروية، مبرزا أنه تم في هذا الصدد استغلال 177 ألف هكتار، وهو ما يعكس توسعًا في الرقعة الزراعية، ويعتبر مؤشرا على جهود الحكومة الموريتانية، ممثلة في القطاع المعني، في زيادة الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الواردات.

ولفت إلى أن السنوات الخمس الأولى من مأمورية فخامة رئيس الجمهورية شهدت توسعا ملحوظا في إنشاء المزيد من السدود والروافد المائية، وهو ما تعزز بصورة أكبر خلال السنة الأولى من مأمورية فخامته الثانية، حيث عمد القطاع إلى زيادة التمكين من التكثيف الزراعي واستغلال الأراضي الزراعية بشكل علمي ومدروس.

وبالرجوع إلى الأرقام بخصوص حصيلة إنجازات القطاع خلال المأمورية الأولى، أشار مدير التخطيط بالوزارة إلى استغلال ما يزيد على 3000 هكتار من الأراضي الزراعية المستصلحة في مجال الزراعة المروية، وإنشاء 121 سدًا، بالإضافة إلى صيانة وتعميق ما يربو على 281 كلم من المحاور المائية.

أما فيما يتعلق بالبرنامج الذي تم تنفيذه خلال الفترة من يوليو 2024 لغاية يونيو 2025 – يضيف المدير – أنه جاء مكملاً ومعززاً لذات النهج خلال الفترة السابقة وبوتيرة متسارعة، حيث تم استكمال الأشغال على مستوى 11 سدا، والأشغال جارية ومتقدمة جداً في إنشاء 14 سدا سبيلا لتأهيل المزيد من السدود خلال الحملة الزراعية المقبلة 2025-2026.

وقال إن القطاع عمل مؤخراً على توفير وتوزيع كميات من البذور تنوعت بين البذور التقليدية (500 طن) وبذور الخضروات (1700 كلغ)، كما قام بتسييج مساحات زراعية كبيرة في المناطق المطرية، وعمد إلى دعم إدخال آليات المكننة الزراعية من خلال توفير وتقسيم المحاريث الزراعية والجرارات وإجراء تكوينات للمستفيدين منها.

وأوضح مدير إدارة التخطيط والإحصاء والتعاون والمتابعة والتقييم، أن القطاع مستمر في إقامة شراكات ثلاثية الأطراف، تضم الإدارات المحلية والجهوية والمستفيدين من جهة، والوزارة المعنية من جهة ثانية، حيث قام القطاع في هذا الصدد بدعم الإدارة المعنية بحماية النباتات من خلال مدّها بالآليات اللازمة للتدخل، ووفر لها العشرات من السيارات رباعيات الدفع طوال الحملات الزراعية لتعزيز قدرتها بوسائل مكافحة الآفات الزراعية خاصة مكافحة الطيور آكلة الحبوب، ولهذا الغرض تمت تعبئة 8 فرق أرضية مزودة بوسائل المعالجة، مدعومة بفريقين من الطائرات بدون طيار وطائرة مروحية واحدة، وذلك طوال فترة الحملات الزراعية، وهو ما قلص من الأضرار والتأثيرات على مستوى الإنتاج الزراعي من الحبوب.

وبين السيد عبد الله باب زياد، أن القطاع بصدد تنفيذ مشاريع هيكلية ستمكن من الزيادة المضطردة للمساحات الزراعية، حيث يعكف حاليا على مواكبة ما استهله فخامة رئيس الجمهورية، تزامنا مع مناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني السنة الماضية، من خلال إشرافه على إطلاق 1475 هكتارا مرويا بمنطقة لبراكنة الغربية، كما أن الأشغال متواصلة في تأهيل 550 هكتارا، تم لحد الآن إنجاز 500 هكتار منها ستدخل حيز الإنتاج خلال الحملة الخريفية الجارية.

وأردف أن العمل جار لحفر وتعميق كلي من شأنه أن يؤهل 20 ألف هكتار، منها 9 آلاف هكتار سيتم استغلالها بشكل فوري، بالإضافة إلى إنشاء 4 محطات ري في تلك المنطقة، كما أن التحضيرات مستمرة لدراسة تعميق وصيانة بعض المحاور المائية، مما سيمكن من تأهيل 50 ألف هكتار موجهة أساسا لزراعة القمح والخضروات، وسيتم التنفيذ عبر شراكة مع القطاع الخاص، وهو ما يعكس حجم الجهود المبذولة لمواكبة القطاع الزراعي الحكومي في القفزة الإنتاجية النوعية المحرزة مؤخرا.

ونوه إلى أن القطاع وضع الخطوط الرئيسية لبرمجة الحملة الزراعية 2025-2026 على مستوى قطاعات المروي والمطري وزراعة الخضروات عبر أخذ التدابير اللازمة لضمان نجاحها، حيث تأتي الحملة الزراعية هذا العام في سياق يتميز بإعادة التأكيد من قبل الحكومة على مواصلة السعي لتحقيق أهداف الاكتفاء الذاتي من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا والوصول بهذا الطموح إلى مستوى السيادة الغذائية للبلد.

وخلص مدير إدارة التخطيط بالوزارة إلى أن الحملة الزراعية 2024-2025 سجلت نتائج مرضية حيث سجلت أرقام المحاصيل 135.417 طنا من الحبوب التقليدية من مساحة مزروعة تقدر ب 277.424 هكتارا، و481.854 طنا من الأرز من مساحة مزروعة تقدر ب 97.444 هكتارا، و134.025 طنا من الخضروات من مساحة مزروعة تقدر ب 8935 هكتارا.

وأضاف أنه تم أيضاً وضع برمجة الحملة الزراعية: المطرية والمروية والخضروات على مدى اثنى عشر شهرا تبدأ من يونيو 2025 إلى يونيو 2026، وتمت مراجعة الأهداف من المساحات الزراعية المطرية لزيادتها اعتمادا على التوقعات المعلنة عن موسم أمطار جيد خلال خريف 2025، وإدخال المكننة وزيادة المدخلات الزراعية التي سيتم توزيعها (البذور ومنتجات مكافحة الآفات الزراعية).

ولتحقيق الأهداف المرسومة للحملة الزراعية 2025-2026، يشير مدير إدارة التخطيط إلى أن القطاع قام بتعبئة الدعم لشعبة الحبوب التقليدية من خلال إعادة تأهيل السدود وتدعيم الحواجز في عشر ولايات، وتوفير بذور المحاصيل التقليدية، والسياج لحماية المحاصيل، واقتناء 88 جرارا و1500 وحدة من المحاريث، مضيفا أنه بخصوص شعبة الأرز (القطاع المروي) قام القطاع بتنظيف المحاور المائية وقنوات الري وفك العزلة بطول 6 كلم من الممرات في اترارزة، وإنجاز منشأة لجلب المياه وتوسعة قناة بطول 300 متر لتحسين انسيابية المياه في آفطوط الساحلي، ومنح دعم لتعزيز مكافحة الآفات الزراعية.

وقال إنه تم، على مستوى شعبة الخضروات، اقتناء 900 طن من بذور البطاطا و7920 كلغ من البذور العادية والهجينة و70 كلم من السياج، و35 وحدة من البيوت المحمية، ومجموعات من المضخات الزراعية ومضخات الطاقة الشمسية.

وبين أن نظام الواحات (قطاع زراعة النخيل) يعد كذلك من بين الأنشطة الرئيسية المنجزة خلال السنوات الست الماضية حيث شهد حفر وتجهيز 40 بئراً ارتوازياً، وبناء 10 خزانات مياه، وإنجاز 100 هكتار من شبكات الري، فضلاً عن تركيب أسوار شبكية بطول 25 كلم حول الواحات الجديدة، وتجهيز 25 بئرًا قديمة بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية، والعمل جارٍ لاقتناء 8000 شتلة نسيجية (Vitro-plants).