فى يوم الأربعاء الماضى كانت ساحة الحرية على موعد مع نقابات التعليم الأساسي والثانوي فى وقفة احتجاجية مسالمة كان الهدف منها مواصلة أجندة كانت النقابات قد رسمتها مسبقا بعد ما تأكد أن الياس من الحوار مع الوزيرة الشابة هو المسيطر على مستقبل أهل التعليم،
وكان كلمة سيادتها المدوية فعلت فعلها فى العقول لكل اهل القطاع (ليس لى من الأمر شيء ).
بعد التظاهر فى ساحة الحرية كانت غلطة القرن ،والتى وأضحت ان مخرجات التعليم ساءت لدرجة يندى لها الجبين،فقد كنا نسمع بين الفينة إلى الأخرى مشكلة اب مع معلم،مشكلة معلم مع معلم،اما ان يصل الأمر إلى صفع معلم من من يفترض فيه تأمين المعلم وحمايته من اي مكروه ،فتلك لعمرى واحدة من علامات القيامة.
وبعيدا عن هذا وذاك لا يسعنا إلا أن نسلط الضوء على المشكلة من منظور ربما لم يشأ البعض النظر من خلاله لاحداث كهذه.
وهنا أشير إلى أن المسؤولية وقيادة قطاع هي فى حد ذاتها حمل ثقيل ومسؤولية جسيمة ،ويفترض فى من تولاها ووضع على محكها ان يتحلى بصيفات وكاريزما وذكاء اداري يجعل منه شجرة معطاء تعطى من شهي الثمار ووارف الظلال ما يجعل من امها فى مامن من كل ما يؤرقه -هذا على أقل تقدير-وجب ان يقاس أداء المسؤولين بمعيار القدرة على التهدئة واحلال مناخ الود والاحترام بين الأطراف التى بحكم العمل تجمعها وزارة أو مؤسسة بذاتها.
أما ان يكون التعالى والعناد والتمظهر بالقوة والتبرم من المسؤولية والجرأة على التعبير عن كل ذلك وأمام الجميع هو نهج المسؤول الأول فى القطاع فهذا هو الدليل على الخلل وهو عين الضرورة فى مراجعة تحميله لتلك المسؤولية،
وهنا لابد أن نعود لنتساءل :لماذا تصل النقابات إلى ساحة الحرية؟.
سؤال سيتبارى جيش من المطبلين لسيادة وزيرة التربية وإصلاح النظام التعليمي فى الإجابة عليه وفق ما يعزز بقاءها فى هذا القطاع الذى أظهرت هزاته عديدة مع مقدمها ان السيطرة عليه وتوجيهه فى سبيل الرقي به قدما يستدعى حنكة وتمكنا من أساليب القيادة وتسيير المثقفين خاصة لم تظهر علاماته .
فمن وقفات مقدمى الخدمة ،وتحويلات المعلمين والأساتذة التعسفية، وصفقة الطباشير والطلاء المزرية ، ومخالفة القانون التوجيهي للمدرسة الجمهورية ،واخيرا إلى الاحتجاجات النقابية الأخيرة التى ا وصلت النقابات إلى الاحتكاك بالشرطة ،اضافة إلى المسكوت عنه داخل الوزارة من وصد الابواب حتى عن المتعاونين فى القطاع،كلها مؤشرات توحى بأن العبا ثقيل على حامله وبأن الصمود تحت وطأة ثقله لن يطول.
فلو وجدت النقابات تجاوبا مع من يرأس قطاها لما كان للوصول إلى ساحة الحرية سبب ولما وصلت الشرطة اصلا لتحتك مع المعلمين الذين تطاهروا تعبيرا عن ان حل مشكلتهم لا يعنى وزارتهم اصلا كما عبر هرم الوزارة عن ذلك…!.
وهنا اترك للقارء تحديد من المسؤول عن مما حدث؟