شاركت موريتانيا في اجتماع كبار المسؤولين للمنتدى السادس عشر للتعاون الصيني الإفريقي، والذي افتتح اليوم الاثنين في العاصمة الصينية بكين، بحضور وفود من 53 دول إفريقية، إضافة لممثلين عن الاتحاد الإفريقي، وعن جامعة الدول العربية.
ومثل موريتانيا في الاجتماع مدير الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية الإفريقية بالمديرية العامة للتعاون متعدد الأطراف بوزارة الخارجية محمد مصطفى جاكيتي.
نائب وزير الخارجية الصيني ورئيس لجنة المتابعة الصينية لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي دنغ لي، أكد أنه منذ تأسيس هذا المنتدى قبل 23 عاما، أضحت العلاقات الصينية الإفريقية وثيقة بشكل متزايد، وأدى التعاون الصيني الإفريقي إلى نتائج مثمرة.
وأضاف الدبلوماسي الصيني خلال كلمته في افتتاح الاجتماع أن نجاح المنتدى يكمن في حقيقة التزامه الدائم بهدف التشاور، والتعامل بمساواة، وتعزيز التفاهم، وتوسيع التوافق، وتعزيز الصداقة والتعاون، وتوافق الطرفين الصيني والإفريقي على المضي قدما ومعا في مسار واحد.
وأكد دنغ لي أن الجميع يعتقد أن إفريقيا يجب أن تلعب دورا أقوى في نظام الحوكمة العالمية، مذكرا بنيل الاتحاد الإفريقي عضوية مجموعة العشرين، ومعتبرا أن ذلك يدل على فهم ودعم اهتمامات البلدان الأفريقية بشأن إصلاح نظام الحوكمة العالمية على نطاق واسع.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن إفريقيا ستستضيف قمة الجنوب ومؤتمر حركة عدم الانحياز، وهذا ما يجعلها تأخذ أهمية وحضورا متزايدا في الشؤون الدولية.
عمر دمب با المستشار الدبلوماسي للرئيس السنغال ماكي صال، رأى في كلمة خلال افتتاح الاجتماع أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي، أثبت نفسه كآلية تعاون قوية وفعالة وموحدة، وذلك بعد مرور 23 سنة على إطلاقه.
وأضاف عمر دمب با أن المنتدى أثبت جاذبيته، حيث ارتفع عدد الدول الأعضاء من 44 دولة عند انطلاقته إلى 53 دولة الآن، إضافة لمفوضية الاتحاد الإفريقي.
ورأى المسؤول السنغالي أن إنجازات هذا المنتدى لا يمكن إنكارها، مردفا أنه أمام المنتدى فرص كبيرة للتقدم، ولجعل الشراكة الصينية الأفريقية محورا استراتيجيا رئيسيا للعلاقات الدولية في الحاضر والمستقبل.
وأضاف عمر دمب با أن المنتدى ومنذ إنشائه في العام 2020، نجح في تسريع ديناميكيات العلاقات الصينية الأفريقية بشكل كبير، كما وفر آلية تعاونية بين الطرفين، تقوم على قيم الصداقة والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتعاون متبادل المنفعة.
ونوه المسؤول السنغالي بأن الاجتماع الذي عقده الزعماء الأفارقة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أغسطس الماضي في جوهانسبرغ كان مثالا جيدا على ذلك، كما أن المواضيع التي تمت مناقشتها خلاله تعتبر أولوية بالنسبة لأفريقيا، وهي التصنيع، وتحديث شبكة الاتصالات العالمية، والزراعة، والتدريب، والصحة.
وأشار المستشار الدبلوماسي للرئيس السنغال إلى ارتفاع وتيرة التجارة بين إفريقيا والصين من أقل من 100 مليار يوان في العام 2000 إلى 1.88 تريليون يوان في عام 2022، بمتوسط معدل نمو سنوي بلغ 17.7%، مردفا أن الصين حافظت للعام الثالث على التوالي على صفة الشريك التجاري الأول لإفريقيا.
وعبر المسؤول السنغالي باسم الأفارقة عن تقديرهم لموافقة الصين على استقبال المنتجات الإفريقية، وعلى إعفائها من الرسوم الجمركية بنسبة 98%، وذلك لصالح نحو عشرين دولة أفريقية في فئة أقل البلدان نمواً.
ورحب المتحدث باسم الأفارقة بإعلان الصين بناء مركز للوقاية من الأمراض وإدارتها (Africa CDC)، وذلك ضمن المشاريع والمبادرات الأخرى الجاري تنفيذها في القارة الإفريقية، كما نوه بالفرص المتاحة لإفريقيا من خلال دعم صندوق التنمية الصيني الأفريقي، وصندوق التنمية الصناعية الصيني الأفريقي، والصندوق الخاص لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم في أفريقيا، مردفا أن تتيح للطرفين تحقيق نتائج أفضل في مجالي التجارة والاستثمار.