أسبوع في حضرة المدير العام لشبكة إذاعة موريتانيا/الاعلامي أسند محمدسيدي

اثنين, 01/30/2023 - 13:22

ليس من عادتي أن أكتب عن الشخصيات الإعتبارية ولا المسؤولين وهم في وقت مزاولة الأعمال وتحمل المسؤولية ، لاكني وجدت نفسي مضطرا وربما لأول مرة إلى الكتابة عن شخصية وطنية أبهرتني في بعض جوانبها العملية ، إن لم يكن كلها ويتعلق الأمر هنا بالمدير العام لشبكة إذاعة موريتانيا السيد محمد الشيخ ولد سيدي محمد ، لكني مع ذلك لن أسترسل في الجانب المتعلق بالإذاعة وكيف إنتشلها من وضعيتها المزرية إلى ماهي عليه الآن ، مؤسسة بمعنى الكلمة شامخة وقائمة بثبات وأبهة لاتخطؤها العين واجهة وداخليا ، بل وتقود قاطرة الإعلام الوطني بجدارة وأستحقاق ، بحسب تقرير منظمة مراسلون بلاحدود الدولية.
لن أتحدث أيضا عن بنيتها التحتية المركزية التي تطورت كثيرا وتعززت في السنوات الثلاث الماضية ولا عن التمدد الأفقي الذي شهدته محطاتها الجهوية والحدودية والمقاطعية ، ولاحتى عن إسطول نقلها العصري الضخم الذي تم إقتناؤه في فترة وجيزة ، ويضم في غالبيته سيارات عابرة للصحراء.
لن أتحدث عن الإشراك الكبير للمتعاونين والطاقات الشبابية في إدارة مختلف مفاصل المؤسسة بعد أن كانوا غرباء مبعدين ، محرومين من ابسط الحقوق.
لن أتحدث عن أي من هذا المواضيع وغيرها مما يستحق كل لوحده أحاديث وكتابات .
ولن أتحدث كذلك عن النجاح الباهر الذي حققته الإذاعة خلال نسخة هذه السنة من مهرجان مدائن التراث الذي يصر الكثيرون على أنه كان مهرجان التميز للإذاعة الوطنية بفرقها المديحية التي تضم أبرز المداحين وأشجاهم أصواتا في البلاد ، و نشيد أشبال الإذاعة الترحيبي الجميل ، والكتيبة المسرحية المتميزة التي إستقطبت بعرضها (منت البار) ساكنة تيشيت ، أما الصرح الأكبر في المدينة وباكورة أقطاب المدن القديمة أعني إذاعة تيشيت فتلك منشأة لاقبل لهذه الأسطر بإحتوائها ، ولن يكون هنالك كذلك متسع من الوقت للحديث عن الوفد الكبير للإذاعة الذي ضم المئات من الصحفيين والفنيين والخبراء والفقهاء والقراء والأطباء والمسرحيين والمداحة والأشبال وغيرهم ، تم نقلتهم في إسطول الإذاعة ( وهي المؤسسة الوحيدة التي لم تستعن بأي من وكالات تأجير السيارات ) عبر رحلات مكوكية وأمنت لهم السكن اللائق والمؤونة المحترمة طيلة أيام وليالي المهرجان
سأكتفي فقط أعزائي الكرام ببعض الملاحظات السريعة التي هي نتاج أسبوع قضيته بالكامل في مدينة الأصالة والعراقة مدينة تيشيت ، تبينت لي فيه الكثير من الخصال الفريدة والرائعة في مدير الإذاعة المحترم، عنوانها البارز البساطة والتواضع ثم التواضع ، ما تعودناها في الكثير من المسؤولين ، حين ينزل رأس المؤسسة إلى البساط ويجالس العمال بكل اريحية ودون إبروتوكول، حين يقاسمهم الهموم ويقدم النصح الأمين ،حين يمازح من اعياهم التعب ، فتبدد إبتساماتهم الحمل الثقيل ، حين يكسر حاجز الصمت والرسميات ويتحلق مع العمال حول مائدة واحدة في مشهد جميل ورائع ، حين يتفقد من غاب منهم ويسال عنه ، حين يحمل الحجر والخشب و الافرشة ، دون تكبر ويشارك الكادحين من العمال ، حين يرسم ويجسد بكل واقعية مقولة أن سيد القوم خادمهم وليس الجالس في برج عاجي ينظر بتكبر وإزدارء ويصدر الأوامر بكل غلظة ونرفزة
حين يحدث كل هذا دون تكلف أو رياء ، حينئذ فأعلم أن وراءه مسؤولا متواضعا لايستقوي بالوظيفة على عماله ولايستهدفهم في تصفية الحسابات ، لايتعاطى معهم بمنطق الجهات ولا القبائل ولا الأعراق ، إنما بنياتهم وخدمتهم لمؤسستهم الجامعة .

أسند محمد سيدي