أشرف فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، مساء اليوم الاثنين في تجگجة على تدشين عدد من المشاريع الخدمية الهامة لصالح السكان .
وشملت هذه المشاريع، محطة كهربائية بقدرة 1500كيلوات ستغطي حاجة المدينة من الكهرباء خلال جميع فصول السنة، كما تعتبر جزءا من البرنامج الاستعجالي الهادف إلى تعزيز البنى التحتية الكهربائية في خمسين مدينة داخل البلد.
كما يأتي إنشاء هذه المجطة في إطار البرنامج الرامي إلى إحداث تحول في قطاع الكهرباء، يتضمن إصلاح الاطار القانوني والمؤسسي، وإعادة هيكلة المؤسسة الموريتانية للكهرباء والرفع من أدائها الفني والمالي والتجاري، إضافة إلى إعداد خطة استراتيجية وبرنامج عمل لضمان ولوج كافة الموريتانيين للكهرباء في أفق 2030.
وتضمنت هذه المشاريع، الطريق الرابط بين تجگجة وبومديد والشبكة الحضرية في مدينة تجگجة، وإنجاز الجزء المتبقي من طريق تجكجة كيف سيلبابي غابو، البالغ طوله 156كلم.
ويشكل مشروع طريق تجكجة- بومديد الممول بالتعاون بين الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بغلاف مالي قدره 4 مليار و44 مليون أوقية جديدة ، والمقرر تنفيذه خلال فترة زمنية قدرها 30 شهرا، مشروعا حيويا هاما سيفك العزلة عن عدة تجمعات سكنية من بينها دخلت مري، النكعه، عرك آشكوط، وأدروم آشواليل، إضافة إلى التاشوط الصفره ومكسم بن عامر.
كما سيربط هذا المقطع الطرقي أقصى شمال البلاد (مدينة أزويرات) بجنوبها (مدينة غابو)، مما سيمكن من حل مشكل التنقل بين شمال البلاد وجنوبها والذي يهتبرا دافعا أساسيا لتطوير وتنمية المناطق ذات التساقطات المطرية المعتبرة والتي تعتبر سلة غذائية هامة للبلد، حيث تحوي هذه المناطق أكثر من 200 ألف هكتار صالحة للزراعة وأكثر من 75 في المائة من واحات النخيل في ولايتي تكانت ولعصابه والمناطق المنجمي
ة في شمال البلاد. كما سيساهم إنجاز هذا الطريق في تحقيق تكامل بيني عبر المغرب العربي (طريق تجكجة أطار أزويرات تيندوف)، وعبر إفريقيا (تيندوف باماكو) مما سيمكن من خلق شبكة طرق دولية تساهم في تطوير تبادل السلع ونقل المعارف وتطوير أساليب التجارة.
وسيمكن مشروع الشبكة الحضرية في مدينة تجگجة، البالغ طوله 6.5 كلم، من انسيابية حركة المرور داخل المدينة ومختلف مواقع الاستغلال.
وأوضح معالي وزير البترول والمعدن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الحكومة بتوجيهات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، اعطت أولوية قصوى للدفع بمستوى الولوج للكهرباء حيث تم تنفيذ برامج خاصة على مستوى جميع ولايات الوطن وتمت كهربة 259 قرية جديدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة وارتفعت نسبة الولوج إلى الكهرباء من 42 في المئة سنة 2019 إلى نسبة 53 حاليا، وذلك بفضل ارتفاع مخصصات ميزانية الدولة الموجهة إليه.
وأضاف أن تدشين توسعة محطة تجگجة الكهربائية يدخل في إطار البرنامج الاستعجالي الهادف إلى تعزيز البنى التحتية الكهربائية في خمسين مدينة داخل البلد سيمكن من وضع حد الاضطرابات المتكررة التي كانت تشهده الخدمة في معظم هذه المدن ، مؤكدا أنه تم التركيز على جودة المعدات وصيانتها.
وأشار إلى أن هذا البرنامج الاستعجالي يتضمن عدة مكونات على المستوى الوطني، كإعادة تأهيل وتعزيز منشآت انتاج وتفريق الطاقة الكهربائية في 44 محطة كهربائية في المناطق الداخلية من البلاد ، و توسيع محطة كيفة والنعمة، بإضافة قدرها 1,5 ميغاوات من الطاقة الشمسية، إضافة إلى بناء وتجهيز 90 محطة تحويل وربطها بالشبكات الموجودة وانشاء 140كلم من خطوط شبكات الجهد المتوسط 15 أو 33 كيلو فولت فضلا عن إنشاء 400 كلم من شبكات الجهد المنخفض وتركيب11500 إنارة عمومية وانشاء 20000 توصلة اجتماعية لصالح الفئات الهشة وبتسعرة منخفضة مشيرا أن التكلفة الإجمالية لهذا المشروع حوالي 28 مليار أوقية قديمة بتمويل من الدولة الموريتانية ويمتد تنفيذه على مدى 36 شهرا من ناحية أخرىّ.
من جهته قال معالي وزير التجهيز والنقل إن هذه مناسبة لإطلاق متزامن لجملة من مشاريع البنى التحتية الهامة لاسيما الطرقية منها، ويتعلق الامر بطريق تجكجة – كيفه – سيلبابي – قابو، فضلا عن شبكة الطرق الحضرية في مدينة تجكجة.
وأضاف أن المقطع الطرقي الذي يتم وضع الحجر الأساس لبدء تنفيذه، يمثل شريان حياة طال انتظاره في مناطق كانت معزولة من وطننا الحبيب وتتميز بكثافة سكانية معتبرة وبثقل اقتصادي حيث يأتي هذا الطريق ليربط على امتداد ثلاث مائة واثنان وأربعين كيلومترا (342) بين وسط وجنوب البلاد عبر مناطق تعرف تساقطات مطرية معتبرة و تشكل سلة غذائية للبلاد إذ بها أكثر من مائتي ألف هكتار صالحة للزراعة المطرية وما يزيد على خمس وسبعين في المائة من اجمالي واحات النخيل في ولايتي تكانت ولعصابة كما تعد هذه المنطقة من أكثر المناطق عزلة على الرغم من كونها تمتاز بتنوع بيئي واجتماعي بالغ.
وقال إنه فوق كل ذلك، فإن هذه المنشأة الجديدة، ستسهم بقسط وفير في تطوير الانتاج وفتح المنطقة من ناحة أخرى، بالإضافة إلى تحقيق تكامل إقليمي مع المغرب العربي عبر محور تجكجة – أطار – ازويرات – تندوف ومع إفريقيا عبر محور سيلبلبي – باماكو مما يسهل تبادل المعارف ونقل السلع .
وأبرز أنه قد روعي في تصميم هذا الطريق، احترام أعلى معايير الجودة ومواصفات الاتقان وحددت له ثلاثون شهرا كمدة تنفيذ بتكلفة إجمالية بلغت أربع مليارات واربع مائة مليون جديدة بتمويل مشترك بين الدولة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح الوزير أن الأولوية التي منحها فخامة رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة للبنى التحتية لما لها من دور كبير في تعزيز ونمو القطاعت الاقتصادية الانتاجية وجلب الاستثمارات حيث جعلها واسطة عقد برنامج تعهداتي .
وأكد أن قطاع النقل عمل في أكثر من اتجاه وفق خطة عمل متكاملة غايتها اطلاق المشاريع المقررة في آجالها المحددة وتسوية كل المشاكل العالقة بالنسبة للمشاريع المتعثرة والوقوف على دفاتر الالتزامات وإلزام المقاولين بالتقيد الصارم بمحتوها ومضاعفة الاهتمام بجوانب الصيانة والتأهيل فضلا عن تعبئة الموارد وتهيئة الظروف المادية والنظامية اللازمة لاطلاق المشاريع لمبرمجة في إطار استكمال تعهدات رئيس الجمهورية.
وقال إن هذه المنهجية مكنت من استكمال العديد من المشارع الطرقية الممولة على حساب خزينة الدولة ومنها على سبيل المثال لا الحصر، 120كلم من طريق نواكشوط روصو و 81 كلم من طريق تامشكط و51كلم من طريق كيفه بومديد 44كلم من طريق باسكنو فصاله 30كلم من طريق النعمة آشميم 27كلم من الطريق الرابط بين بنشاب والطريق الوطني رقم 1.
وأضاف أنه بالإضافة إلى المنشآت التي يتم إطلاقها اليوم، هناك بناء 45كلم من الطرق الحضرية في نواكشوط والبدء في تشييدجسر روصو الذي يربط بلادنا بجمهورية السينغال والذي قال إنه سيساهم في تعزيز الإندماج الإقليمي وتقوية أواصر الأخوة والتلاقي بين شغبي البلدين فضلا عن تعزيز التبادل التجاري لما له من أثر على الإقتصاد الوطني.
وقال إن الأشغال في المقطع الرابط بين بنشاب وطريق أنواكشوط انواذيبو بطول 73كلم، ستنتهي فيه الاشغال قريبا مع استئناف الاشغال في مقطعي طريق كرمسين – انجاكو بعد أن تعطلت بفعل موسم الأمطار.
وأشار السيد الوزير إلى المشاريع التي تضمنها خطاب رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الاستقلال الوطني، مبرزا أن هناك مشاريع أخرى حيوية تعمل الوزارة حاليا على حشد التمويل لها، كبناء طريق نواكشوط انواذيبو ، بتلميت اركيز ، انتيكان والطينطان عين فرب اطويل ، وباركيول السواطة وباركيول امبود والسواطة مونكل بالاضافة إلى بناء بناء طريق اكجوجت أطار والنعمة بانكو وامات لعكاريش امرج وترميم صنكرافه تجكجة وبوكي آلاك ونواكشوط اكجوجت وسيلبابي كيهيدي .
وبدوره، قال رئيس جهة تگانت السيد زيدان ولد الطفيل ولد اميحميد، إن تدشين مشروع مقطع طريق تجكجة بومديد يعبر انجازا نوعيا طالما انتظرته ساكنة المنطقة التي عانت من عزلة خانقة وعاشت معانات حقيقة جراء صعوبة التنقل بين القرى وعاصمة ولاية تكانت.
ومن جانبه أشاد عمدة بلدية تجكجة السيد محمد ولد بيها، بسم سكان بلدية تجكجة بهذه اللفة الكريمة الهادفة إلى حل المشاكل الخدماتية التي تعاني منها الولاية وفتح آفاق تنموية أمامها بعد أن عانت كثيرا وطويلا من التهميش.
وأضاف أن إطلاق هذه المشاريع بمناسبة هذا اليوم المشهود (يوم الانعتاق من المستعمر وما تضمنه خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة عيد الاستغلال من قرارات، يعبرعن ارتباط القيادة بالمواطن وإحساسها بما يعانيه والعمل على التغلب عليه.
وحضر الحفل أعضاء الوفد المرافق لرئيس الجمهورية والسلطات الإدارية والأمنية والمنتخبون المحليون.
وكان فخامة رئيس الجمهورية قد وصل مساء اليوم إلى مدينة تچگجة حيث استقبل لدى سلم الطائرة من طرف والي ولاية تكانت السيد الطيب ولد محمد محمود والعقيد محمدو ولد جعفر قائد المنطقة العسكرية السابعة ورئيس جهة تگانت السيد زيدان ولد الطفيل ولد اميحميد وعمدة تجگجة محمد ولد بيه.