في إطار تعزيز النجاحات التي حققتها تجربة المدارس والمعاهد العليا متعددة التقنيات والتي تتولى المؤسسة العسكرية إدارتها وتسييرها ، تم وبقرار رسمي إدماج هذه المؤسسات في كيان علمي واحد يحمل اسم " مجمع بولتكنيك " مما سيعزز من التنسيق والتعاون بين هذه المؤسسات العلمية ويسمح بالمزيد من تبادل الخبرات ما بين الطواقم الإدارية والتعليمية ويزيد من فرص التواصل بين طلابها. " ألاك ، أزويرات ، نواكشوط " ، حيث يكمن سر هذه النجاحات في تولي نخبة من خيرة ضباط المؤسسة العسكرية يقودها مدير التجمع المذكور المهندس العقيد محمد ولد محمد محمود ، الإشراف الإداري والخدمي على هذه المنشئات التعليمية والبحثية والتي خرجت حتى الآن نخبة من المهندسين والتقنيين في مجالات متعددة ، كما واصل طلابها احراز مراكز متقدمة في جامعات - فرانسا المغرب تونس - التي وجهوا لها ومنحوا للدراسة فيها. ويتلقى طلاب هذه المعاهد العليا تكوينا عسكريا إلى جانب التأطير العلمي ويخضعون لبرامج تأهيلية وخدمية من داخل هذه المؤسسات التي تضم سكنا جامعيا ومرافق خدمية واجتماعية لصالح الطلاب مما يساهم في حسن استغلال الموارد المتاحة وتحقيق الأهداف المنشودة .
وبمقتضى هذا الإجراء سيشمل المرفق التعليمي الجديد المدرسة العليا المتعددة التقنيات و المعهد العالي لمهن الاحصاء والمعهد العالي لمهن الطاقة والمعهد التحضيري لمدارس المهندسين الكبرى بانواكشوط والمعهد العالي لمهن البناء بالاك والمعهد العالي لمهن المعادن بازويرات. وقد أتت الإدارة الجادة والحازمة لهذه المؤسسات من طرف المؤسسة العسكرية أكلها على مستوى مخرجاتها من المهندسين والباحثين فيما كان لطلابها موقع الصدارة في الجامعات الأجنبية التي تابعوا دراستهم أو تكوينهم فيها. ولا شك أن تجربة المدارس العليا التقنية " مجمع بولتكنيك " هي امتداد لتجربة الثانوية العسكرية وما أحرزت من نجاحات من حيث تصدر تلامذتها في شهادة الباكولريا ويخضع دخول هذه المؤسسات لاختبارات وعمليات تصفية لفرز الطلاب المتميزين علميا وأخلاقيا للمتابعة في المعاهد والمدارس العليا متعددة التقنيات. فيما يشرف نخبة من الأكادميين والباحثين الدكاترة من موريتانيا ومن دول عربية وأفريقية على التأطير والتدريس في هذه المدارس العليا. وسيسمح الإجراء بوجود إدارة واحدة مركزية تسهر على التخطيط ووضع السياسات الكفيلة بتحقيق أهدافها على أكمل وجه .
يذكر ان العلاقة بين " مجمع بولتكنيك " ووزارة التعليم العالي تتجسد في ارسال الاخيرة للاساتذة والطلاب وتتولى المؤسسة كافة الوسائل التنظيمية واللوجستية والمتابعة .
وقد أظهرت تجربة مدارس " مجمع بولتكنيك " قدرة المؤسسة العسكرية على جر هذا الصرح العلمي الى هدفه الحقيقي ، عكس مؤسسات تعليمية أخرى.