وقع معالي وزير البترول والمعادن والطاقة السيد عبد السلام ولد محمد صالح اليوم الاثنين بمقر الوزارة في انواكشوط مع القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لشركة "شاريوت" السيد آدونيسبوروليس على مذكرة تفاهم بين وزارة البترول والمعادن والطاقة وشركة شاريوت المتخصصة في الطاقة الانتقالية من أجل تطوير مشروع "نور" للهدروجين الأخضر.
وتهدف هذه المذكرة إلى إنجاز أحد أهم مشاريع الهيدروجين في إفريقيا الذي سيمكن من إنتاج طاقة نظيفة تصل إلى 10 جيغاوات وهو ما يتطلب تعبئة غلاف إجمالي يصل إلى 3.5 مليار دولار أمريكي.
وأوضح معالي الوزير في كلمة له بالمناسبة أن موريتانيا تسعى إلى تأمين مكانة ريادية لها على الخريطة العالمية لاقتصاد الهيدروجين الأخضر في العقود القادمة نظرا لمقدراتها التي تشمل على وجه الخصوص وفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمساحات الصحراوية الشاسعة والقرب من مياه المحيط الأطلسي إضافة إلى الموقع الجغرافي المتميز بقربها من الأسواق الأوروبية والأمريكية.
وأضاف أن تطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في موريتانيا يَعِدُ بجلب الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية لبلدنا، مبرزا أن موريتانيا تمتلك القدرة والإرادة في أن تكون رائدة عالميا في مجال إنتاج الهيدروجين من مصادر الطاقة المتجددة، مبينا أن القطاع يعمل على إقامة شراكة طويلة ومثمرة مع شركة شاريوت.
وبدوره بين القائم بأعمال الرئيس التنفيذي للشركة عن سعادته للإعلان عن توقيع هذه المذكرة التي تهدف إلى استغلال إمكانات الهيدروجين الأخضر في موريتانيا، مبرزا أن شركة "شاريوت" تتمتع بتاريخ حافل من الاستثمارات الهامة وجلب شركاء عالميين للمشاريع، مبينا أن الشركة ستعمل مع الحكومة الموريتانية من أجل تسريع وتيرة مشروع "نور" للهيدروجين الأخضر.
وقال إن مشروع "نور" يشكل أحد أكبر المشاريع في إفريقيا ونتطلع إلى تقديم تحديثات بشأن دراسة الجدوى على المدى القريب.
وفيما يلي أبرز النقاط التي تعتبر موضوع الشراكة حول تطوير المشروع:
- تمتد المساحة المخصصة لمشروع "نور" على منطقة برية وبحرية تبلغ حوالي 8600 كيلومتر مربع حيث سيتم إجراء دراسات الجدوى المسبقة بهدف تحديد خيار توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لاستخدامها في التحليل الكهربائي لتقسيم جزيئات الماء وإنتاج الهيدروجين والأوكسجين والمياه الصالحة للشرب.
وتقضي الطريقة التقليدية لخلق الهيدروجين بتقسيم الغاز الطبيعي إلى هيدروجين وثاني أوكسيد الكربون، وهو ما يشكل أحد العوامل السلبية في تغير المناخ.
- ستعمل شركة "شاريوت" على تعبئة فريقها الفني الذي يملك سجلا حافلا في إنجاز وتسليم المشاريع المتجددة الكبيرة بنجاح في إفريقيا وسيبدأ العمل على الفور في تقييم الخصائص الفنية والأثر البيئي وكذلك الاقتصاد الكلي ودراسات الأثر الاجتماعي.
- بفضل موارد الطاقة الشمسية والهوائية المعتبرة، سيسمح مشروع "نور" لموريتانيا بإنتاج الهيدروجين الأخضر والأرخص في إفريقيا على أن تصبح موريتانيا واحدة من المنتجين والمصدرين الرئيسيين للهيدروجين الأخضر ومشتقاته في العالم، على مقربة من الأسواق الأوروبية الكبيرة المحتملة.
- تملك هذه المنتجات القدرة على استبدال الوقود الأحفوري التقليدي في كل من عمليات توليد الطاقة والتصنيع الكيميائي، مع انخفاض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أوكسيد الكربون.
- وستعمل الأطراف على تجسيد الشراكة حول المشروع بهدف تشكيل تجمع- كونسورسيوم ذي مستوى عالمي.
ونشير إلى أن مشروع "نور" يمثل ثاني مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في موريتانيا بعد المشروع المشترك مع شركة CWP global الذي تم توقيع مذكرة التفاهم حوله يوم الجمعة 28 مايو 2021.
وتحتل موريتانيا، بمقدراتها الهائلة من الشمس والرياح والمساحات الشاسعة صدارة دول العالم المهيأة بشكل طبيعي للعب دور بارز في إنتاج وتطوير الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر حيث أطلقت سنة 2020 رؤية وطنية طموحة لتحول قطاع الطاقة ترتكز على الاستغلال الأمثل لإمكانات البلاد الهائلة من الغاز والطاقات المتجددة على المدى المتوسط والبعيد.
وجرى توقيع المذكرة بحضور عدد من المستشارين وأطر وزارة البترول والمعادن والطاقة.