قال المختار ولد داهي، الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية، إن تصريحات مسعود ولد بلخير، رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي التي انتقد فيها النظام يوم الاثنين الماضي، شكلت «مفاجأة» للحكومة لأنها تضمنت «خشونة لفظية».
وأضاف ولد داهي خلال مؤتمر صحفي مساء اليوم الأربعاء: «ما صدر من الرئيس مسعود ولد بلخير من خشونة لفظية مستغرب تماما، لأنه شخصية معروفة بالحكمة وبالرزانة وله من التجربة والسابقة النضالية الذي يجعلنا نتفاجأ أن يصدر منه هذا النوع من الخشونة اللفظية».
ولكن الناطق باسم الحكومة أكد أنه «مع ذلك يبقى مسعود ولد بلخير من المعول عليهم وطنيا في الحكمة والاستقرار والرزانة»، على حد تعبيره.
وكان ولد بلخير قد وجه انتقادات لاذعة للحكومة ونظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال مؤتمر صحفي عقدته أحزاب معارضة يوم الاثنين الماضي، أصدرت في ختامه بيانا انتقد عمل الحكومة.
وقال ولد داهي تعليقا على فحوى بيان الأحزاب المعارضة أن «فيه جزء عادي في التجاذب السياسي بين المعارضة والموالاة، ولم يفاجئنا، ولكن فيه جزء تضمن مستوى من الحدية والغلو فاجأنا كثيرا».
وأوضح ولد داهي أنه رغم «الخشونة اللفظية» فإن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني «حرص على لقاء كل الناس، سواء منهم من صدرت عنه خشونة لفظية، أو ذلك الذي في موقفه شيء من الحدية».
وقال الناطق باسم الحكومة إن «الرئيس حريص على أن يبارك ما ستتفق عليه الطبقة السياسية في هذا البلد، حول آلية التشاور في قضايا وطنية غير محددة وغير محصورة، وآجالها الزمنية هم من يحددها».
وأشار إلى أن لقاء الرئيس مع الأحزاب السياسية الأخير، يأتي وفق خارطة الطريق التي اتفق عليها فبراير الماضي تحضيرا للتشاور، مشيرا إلى أن لجنة تحضيرية سيتم تشكيلها في أجل أقصاه 45 يوما.
ولكن التشاور الوطني يواجه صعوبة في ظل الخلافات داخل صف المعارضة، إذ يرفض حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل»، وهو أكبر أحزاب المعارضة وأكثرها تمثيلا في البرلمان، يرفض أن تكون «منسقية الأحزاب الممثلة في البرلمان» هي المدخل للتشاور، وأن تهيمن على التحضير له.
وكان تواصل قد انسحب من المنسقية، وانخرط في تحالف جديد يضم أحزابا معارضة أخرى، ويصر على ضرورة إشراك الجميع في التحضير للتشاور.