أطلقت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية اليوم الخميس بمقر السلطة في نواكشوط يوما تحسيسيا حول التغطية الإعلامية لجائحة كوفيد 19.
ويهدف هذا اللقاء، الذي يدوم يوما واحدا، إلى فتح نقاش مباشر بين وزارة الصحة من جهة ومجموعة من رؤساء التحرير في المؤسسات الإعلامية الوطنية العمومية والخصوصية حول الصعوبات التي فرضتها هذه الجائحة ومدى تأثيرها على الحقل الإعلامي وكيفية التعامل معها.
وفي كلمة له بالمناسبة عبر معالي وزير الصحة السيد محمد نذيرو ولد حامد عن شكره لوسائل الإعلام، بصفة عامة، على تغطيتها لنشاطات القطاع عموما وجائحة كوفيد-19 بصفة خاصة، والتي كان لها الأثر الإيجابي في التصدي للجائحة.
وأضاف أن البلد مر بموجتين من كوفيد-19، وأن الموجة الثانية زالت حدتها، لكن بالمقارنة مع بلدان العالم، تبقى احتمالية الموجة الثالثة قائمة وهذا ما يتطلب منا جميعا الحذر والالتزام بالإجراءات الوقائية، منبها إلى أنه ما دامت حالات الإصابة موجودة فإن المرض يظل قائما.
و أكد معالي الوزير، بخصوص أخبار قطاع الصحة، أن مسؤولية الوزارة والصحافة هي إيصال الخبر الدقيق إلى المواطن لأنه هو الهدف، منبها إلى خطورة تضارب الآراء خصوصا في مثل هذه الحالات يصيب المواطنين بالهلع، وذلك ما انتبه إليه القطاع منذ بداية الجائحة، حيث خصص نقطة صحفية يومية لإطلاع الرأي العام الوطني على الوضعية الوبائية وإعطاء المعلومات الدقيقة تجنبا للمغالطات والشائعات التي لها انعكاسات سلبية.
وأبرز أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أعطى تعليماته بتحري الدقة والشفافية في نقل الأخبار ونشرها كما هي، مؤكدا أن وزارة الصحة تعمل على ذلك من خلال إعطاء الخبر في الوقت المناسب ودون تأخير.
وأضاف أن من بين أهداف هذا النشاط إشراك الصحافة في عملية نقل الخبر الدقيق إلى المواطن وهو ما قامت به السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية حيث أقامت هذا اليوم التفاعلي بهدف السماح لكل الهيئات المعنية بالمجال بمناقشة الإشكالات المطروحة .
وقال إن صفحة الوزارة حديثة النشأة كان لها الدور الهام في إعطاء المعلومات الصحيحة ومواكبة نشاطات الوزارة لإتاحة الفرصة للقنوات الإخبارية الأخرى وتوفير المعلومات، وأن الوزارة تعمل على استحداث استراتيجية جديدة للتوسع أكثر وإعطاء الخبر الدقيق في الوقت المناسب.
ونبه إلى أن مواكبة المواطن للجهود المقام بها من قبل الدولة تعتبر فرصة للتحسين من هذه الجهود واستمراره سبيلا إلى النهوض بالقطاع، ومن هنا يكون على الوزارة إبراز حقوق المواطن وعليه هو التشبث بها.
وفي معرض رده على أسئلة الصحفيين أكد معالي الوزير أن الجهود التي تبذلها وزارة الصحة لتطوير المنظومة الصحية في البلد يجب أن تواكب إعلاميا لإطلاع المواطنين على مجريات كل الأمور الإصلاحية التي تستهدفه بالدرجة الأولى.
وبخصوص سؤال يتعلق بالأطباء الأجانب الذين انتهت فترة عملهم في البلد، أوضح معالي الوزير أن الدولة لم تعد بحاجة لهم لأن المستشفى الذي كان يعمل به هؤلاء الأطباء يضم 19 متخصصا وطاقمه الطبي متكامل، لله الحمد، وكله من الموريتانيين، مضيفا أن هؤلاء الأطباء كانت الدولة تتحمل تكاليف مالية كبيرة خلال فترة عملهم، تتمثل في الرواتب والسكن والأسفار وغيرها.
من جهته شكر رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، السيد الحسين ولد مدو كافة الحضور على مشاركتهم في هذا اليوم التفاعلي لتدارس إشكالات التغطية الإعلامية للملفات الصحية وخصوصا جائحة كوفيد-19.
وأضاف أن الدور الذي يمكن أن تضطلع به السلطة التي هي هيئة ضبط في هذا المجال، هو أن تتيح الفرصة للشركاء والفاعلين من أجل تحقيق انسيابية كبيرة في المعلومة الصحية وتنوير الرأي العام حول القضايا التي تهمه وصولا إلى صياغة مقترحات كفيلة بالمزيد من تمهين التغطية الإعلامية المهنية لقضايا الصحة حرصا على رأي عام وطني متنور ممتلك لمختلف المعطيات التي تهمه ومن أهمها الجانب الصحي.
وأشار إلى أنه أسوة بالعديد من الهيئات الضبطية في العالم يوجد خياران الأول منهما أن تتاح الفرصة التفاعلية للشركاء في عملية التغطية بصفة عامة والخيار الثاني القيام بمسح ودراسة خاصة لاستشراف كل المخرجات الإعلامية التي أمنت تغطية كوفيد خلال الأشهر الماضية والقيام بعملية تشخيص لهذه المخرجات يتم بعدها صياغة مقترحات من شأنها العمل على مزيد من التأمين.
وأكد أن الغاية الكبرى من كل هذه التفاعلية والانسيابية هو تكريس حق المواطن في إعلام متنوع ومتعدد ومهني يحافظ على قدسية الخبر وحرية الرأي ولا يخلط بين الاثنين في حالة التعاطي مع المستجدات لاسيما الصحية منها لما لها من تأثير على حياة المواطنين بصفة عامة.