"ون" ولد خرشف المكرم بلا مدالية..

أحد, 12/01/2019 - 12:41

التكريم أو التوشيح هو اعتراف بالجميل، ومحفز للاستمرار في التميز، والاستزادة من البذل والتضحية، وهو إلى جانب ذلك بوصلة توجه الفعل النمطي للأمم، ومرآة عاكسة لطبيعة تعاطي الأنظمة مع جوهر الأحداث الكبرى، والشخصيات المؤثرة في تاريخ الأوطان؛ لكنه عمل محكوم بضوابط خاصة، أساسها يعود للسلطة التقديرية للجهة المُكَرِمَةٍ، وهو بذلك يجب أن يخرج من دائرة الفعل العاطفي اللحظي، إلى أفق الممارسة الواعية والواعدة.. يأتي الاستحضار هنا بعد التأكد أن نمطا عدليا جديدا وآلية ضبط حديثة بدأت اشراقتها تنير المسالك، مع " معنى العهد" الذي يشكل بارقة أمل، ومنتظما تنسجم فيه كل القيم، وتتجسد فيه روح المساواة.. صحيح أن المكرمين في عيد الاستقلال الحالي في ذكراه 59 أعزاء يستحقون حصد ثمار تضحياتهم، واسهاماتهم الكبيرة في بناء الصرح الوطني، ومن مواقع مختلفة؛ لكنه من المؤكد كذلك أنه لا تزال على قائمة الانتظار قامات وهامات وطنية كبيرة واكبت مراحل مهمة من تاريخ الأمة، وما ضنت يوما، تقدم التضحيات تباعا وتنير دروب الأجيال توجيها وتثقيفا، وظلت تحفظ للوطن ذاكرته تأريخا وتوثيقا في قوالب أدبية و فنية صادقة ورائقة..ومن هذه الشخصيات على كثرتها ولله الحمد الأديب والمؤرخ والراوية المرحوم الوالد "ون" ولد خرشف الذي أوقفه الموت وهو يعاند بإصرار وحزم لفتح أفق معرفي ويمد حبال الوصل بين ماهو أصيل وحديث في ملحمة بطولية استمرت طيلة مسيرته الحافلة بالعطاء والبذل والتفاني في خدمة الناس فنال بذلك حب الجميع فكان محل تكريم وإن بدون مدالية.. بقلم/ حميده ولد خرشف