الشيخ الإمام محمد الأمين بن الحسن نور ساطع في سماء المحظرة الشنقيطية

سبت, 05/25/2019 - 17:52

تدفقت جموع المصلين من بوابات "مسجد الشرفاء" في حي السوق المركزي، وسط المدينة، عصر الجمعة 19 من رمضان للعام 1440، لحظة الصلاة على روح إمامها ومعلمها ومربيها على مدى عقود من العطاء والورع والتفاني في تعليم وتهذيب عقول وأرواح تلاميذ محظرة " العون" ومريدي " مسجد الشرفاء"، وساكنة العاصمة؛ قبل أن تشق طائرة رئاسية، تدثرت بالألوان الوطنية سماء نواكشوط لتنقل الجسد الجميل للإمام محمد الأمين بن الحسن إلى مقابر العائلة في العصابه، بعد صعود روحه الطاهرة لأعالي الفردوس.

عٌرف فضيلة الإمام محمد الأمين بن الحسن بالشجاعة في التعبير عن مواقفه، التي تسببت في تهميشه وسجنه، فحمل بكل أمانة هما وجوديا بالاعتدال والوسطية والاستماتة في الذود عن الحق.

وقد تشبث خلال العشرية الأخيرة بمواقف داعمة للدولة كسابقة في تعاطيه مع الأنظمة، حيث اعتبرها من باب " الشهادة بالحق" لمجهودات فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في مجال العمل الإسلامي، و الانتصار للإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم في موريتانيا وخارج الحدود؛

سيفتقد سكان العاصمة والأهالي في ولايات الوطن والمسلمين عبر العالم؛ عمامة الإمام العلامة الأنيق الشيخ محمد الأمين بن الحسن، وتمكث ابتسامة محياه وطمأنينة وجوده في النفوس ما شاء الله.

تعلمت وتربت على يديه عدة أجيال في "محظرة العون" التي كانت تدرس جميع العلوم دون استثناء، وكان الشيخ محمد الأمين بن الحسن إمام المسجد ومعلم المحظرة، يعلم جميع المواد وفي استعداد دائم للتدريس بدل المتغيبين من الأساتذة دون سابق برمجة.

كان عالما ورعا منفقا، يتمتع بشخصية فذة ومستوى رفيع من التواضع والحلم والعفة؛ يتفادى ويرفض أي صلة بالهيئات الخارجية والدول الأجنبية رغم حجم الإغراءات التي تعرض لها كشخصية علمية وروحية ذاع صيتها في العالم الإسلامي.

نال عضوية أول تشكيلة للمجلس الأعلى للفتوى والمظالم، مطلع إبريل من العام 2018؛

انتخب العلامة محمد الأمين بن الحسن مطلع سبتمبر من العام 2017 رئيسا لرابطة علماء المغرب العربي التي تضم أبرز علماء بلدان المغرب العربي الخمسة؛

يتولى منذ 2014، في موريتانيا، رئاسة منتدى العلماء والأئمة لنصرة نبي الأمة عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

رحم الله العلامة الشيخ محمد الأمين بن الحسن، فقد جسدت حياته نموذجا حيا لمكانة رجالات المحظرة الشنقيطية وقدرتها على الارتقاء بالعقل وصقل النفس، وإسداء رسالة معرفية تليق بحجم الأمة الموريتانية وثقلها الحضاري.

نقلا عن صفحة عبد الله يعقوب حرمة الله