عزلة " الإخوان" الدولية تحول دون إطلاق حملة تبرعات في فرنسا لمركز تكوين العلماء المنحل

أحد, 05/19/2019 - 14:47

فشل تنظيم " الإخوان" في إطلاق حملة دولية لصالح مركز تكوين العلماء المنحل في موريتانيا، بعد العزلة التي ترتبت عن شجب النخبة الدينية في موريتانيا لاستغلال المؤسسات العلمية والدينية لأغراض سياسية. عجز تنظيم " الإخوان" عن استغلال إغلاق المركز الذي تعود ملكيته لمحمد الحسن ولد الددو، لجمع تمويلات إضافية عبر حملة التبرعات التي تصدت لها الحكومة الفرنسية ومنعت إطلاقها، حيث أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنير عن "إلغاء ومنع تنظيم حفل خيري" لصالح مركز تكوين العلماء المنحل في موريتانيا، بمشاركة ولد الددو، كان تنظيم " الإخوان" ينوي إقامته في الخامس والعشرين من شهر مايو الجاري في فرنسا. واعتبر وزير الداخلية الفرنسي الذي كان يتحدث في نهاية الأسبوع خلال جلسة علنية لمجلس الشيوخ، أن التظاهرة "تشكل تهديدا للأمن العام"، مؤكدا أن الحكومة الفرنسية " قررت التدخل لمنع انتشار هذا النوع من الأفكار التي تشكل تهديدا للأمن العام"، مشددا على أن فرنسا " تدينها بقوة". وكان إمام المسجد الجامع في موريتانيا أحمدٌ بن المرابط قد استنكر في مقابلة خاصة مع ( العربية.نت)، عن (خطر وحظر الإخوان)، ما اعتبره " استغلال المراكز والمدارس الدينية في أهداف غير شرعية ولأغراض سياسية". وأضاف الإمام في تعليقه على حظر وسحب ترخيص الهيئات التابعة لتنظيم "الإخوان"أنه " لن يقبل بأي أمر يخل بأمن واستقرار البلاد من قبل أي متطرفين" وحذر إمام الجامع الكبير من الاستغلال السياسي الانتخابي للمؤسسات العلمية والدعوية، وأضاف" يجب أن يكون بعيدا عن المدارس الدينية وعن التعليم والدعوة إلى الله تعالى". من جهة أخرى تصدت الهيئات والمنظمات الممثلة لأئمة وعلماء موريتانيا للهجمة الشرسة التي يقودها تنظيم "الإخوان" الدولي ضد موريتانيا، واستهداف ثوابتها ومرجعياتها وقيادتها وشعبها. ودعا الاتحاد الوطني لأئمة موريتانيا ورابطة العلماء الموريتانيين إلى " التمسك بالمحظرة الشنقيطية التقليدية والابتعاد عن المراكز العلمية الحديثة وأهدافها المشبوهة". وقالت الهيئتان إن "المعاهد الحديثة لم تنجح في تخريج أي عالم منذ نشأتها"، مؤكدين أن المحظرة رسخت المرجعية الفقهية الأصيلة المتمثلة في الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني. وكانت السلطات الموريتانية قد أغلقت مركز تكوين العلماء في ال 24 من سبتمبر 2018، لعدم مطابقة مقرراته للمناهج التربوية في موريتانيا واستغلاله كواجهة لتبييض الأموال لصالح "تواصل"، فرع تنظيم " الإخوان" الدولي في موريتانيا. وكانت عدة مصادر وتقارير إخبارية موثوقة قد كشفت أن أحد قيادي تنظيم داعش الإرهابي في سوريا وهو سعودي الجنسية يدعى عبد الله ابن القارئ السعودي امحيسني كان يدرس بمركز تكوين العلماء في موريتانيا المملوك من طرف زعيم فرع إخوان موريتانيا ولد الددو. وأوضحت بعض المصادر أن فترة دراسة عبد الله ابن القارئ في المركز كانت في الأعوام 2010 و 2011 و2012 قبل أن يسافر إلى تركيا ومنها دخل سوريا وانخرط في صفوف التنظيم الإرهابي الذي دمر سوريا والعراق. وكان الإرهابي السعودي قد تدرج في هياكل التنظيم ليكون من أبرز شخصيات الحركات المقاتلة في سوريا. وفي مطلع العام الجاري اعترف عبد اللطيف المغربي القيادي في تنظيم " داعش" الإرهابي، للمصالح الأمنية في المغرب أنه التحق بمركز تكوين العلماء المنحل خلال العام 2017 في نواكشوط. كما أكدت عدة مصادر أمنية أن الإرهابي المغربي حاول خلال الفترة التي قضاها بمركز تكوين العلماء المنحل إقامة علاقات مع تنظيم " داعش" الإرهابي " للحصول على اعتماد لقيادة خلية آسفي بالمغرب"، والتي عاد إليها مطلع العام 2018 حيث التقى ببقية أعضاء الخلية الإرهابية التي خططت لتنفيذ تفجيرات إرهابية قبل تفكيكها واعتقال أعضائها من طرف الأمن. لم يخرج مركز تكوين العلماء المنحل في موريتانيا، عالما ولا حامل شهادة في أي مجال من مجالات العلوم الشرعية، وقد التحق الكثير من مرتاديه من الشباب بتنظيمي "بوكو حرام" و " داعش" الإرهابيين، إضافة إلى تنظيمات إرهابية ناشطة في الشمال المالي.