المشاركون في المنتدى الاقتصادي المغاربي يجمعون على ضرورة استغلال المقدرات لخلق التكامل الاقتصادي المنشود

ثلاثاء, 01/29/2019 - 08:44

أكد المشاركون في فعاليات المنتدى الاقتصادي المغاربي الذي احتضنته العاصمة نواكشوط اليوم على أهمية استغلال المقدرات الطبيعية والموارد البشرية في خلق اندماج مغاربي ورفع مستوى التبادل الاقتصادي بين دول الاتحاد الخمس.

ونبه المشاركون إلى وجود جملة من العوائق التي تشكل حاجزا أمام تسريع وتيرة العمل في إطار خلق سوق مغاربي موحد وتعزيز التبادلات البينية بين مختلف أقطار الاتحاد سبيلا إلى تحقيق التنمية الشاملة التي شكلت هدفا أساسيا لقيام الاتحاد المغاربي قبل ثلاثين سنة.

في هذا الإطار أكد رئيس الاتحاد المغاربي لأصحاب الأعمال ، رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ احمد أن هذا المنتدى سيمكن بعروضه الهامة من إتاحة الفرصة لرجال الأعمال في هذه لاكتشاف فرص الاستثمار والتعاون المشترك والاطلاع على تجربة ومناخ الأعمال ببلدان المغرب العربي.

واضاف أن المنتدى سيشكل أيضا فرصة للمزيد من تفعيل الآليات التنظيمية لاتحادنا وتحفيز المقاولات المغاربية وتطوير دور الاتحاد كقوة اقتراح بناءة ودعم المبادرات المغاربية للتجارة والاستثمار.

ونبه إلى انه بات من اللازم تسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي المغاربي وحشد كافة الطاقات والإمكانيات لخلق ديناميكية تساعد على إقامة شراكات مغاربية، واتخاذ جملة من الإجراءات العملية مثل العمل على استكمال الإطار القانوني والتفعيل الحقيقي للاتفاقيات المبرمة في مجال تشجيع حماية الاستثمار وتفادي الازدواج الضريبي حتى يكون دافعا للمؤسسات لتوجيه نشاطها الاستثماري نحو البلدان المغاربية.

وعبر عن ثقته في أن المنتدى بنوعية حضوره وطبيعة عروضه وتطلعات المشاركين فيه سيمثل عتبة جديدة من عتبات التكامل الاقتصادي المغاربي.

وبدوره عبر الامين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الطيب البكوش عن أمله في أن يمكن المنتدى من تسجيل خطوات نوعية على مسيرة التكامل الاقتصادي المغاربي والتأسيس لمرحلة تركز بالخصوص على الاستثمار المشترك وفتح آفاق جديدة أمام الفاعلين الاقتصاديين لاكتشاف فرص الأعمال ودراسة إمكانية إقامة شراكة في هذا الإطار.

وأضاف أن انعقاد المنتدى يكتسي أهمية خاصة لكونه يصادف الذكرى الثلاثين لتأسيس الاتحاد المغاربي مما يحتم بذل جهود مضاعفة لتأسيس شراكات قوية تكفل الاندماج والتكامل بين دول الاتحاد، منبها إلى تأكيد قادة دول الاتحاد على دور القطاع الخاص باعتباره شريكا لاغنى عنه في العملية التنموية في تشجيع الاستثمار.

وبدوره أوضح المدير العام للمصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية السيد نور الدين زكري أن الاقتصاد المغاربي شهد تطورا ملموسا بفعل بعض التدابير التحفيزية التي اتخذتها بعض دول الاتحاد كفتح الشباك الموحد وخلق مناطق حرة مما كان له الأثر البالغ في الدفع بعجلة الاندماح المغاربي.

وأضاف أن منتدى نواكشوط يشكل مواصلة لمسار البحث عن البعد التكاملي لبلدان المغرب العربي باتجاه إقامة سوق مغاربية مشتركة.

ومن جانبه نبه الممثل المقيم للبنك الدولي في موريتانيا السيد لوران مسلاتي إلى أهمية الحد من الحواجز الجمركية وضرورة تبسيط الإجراءات في سبيل خلق شراكات اقتصادية مغاربية بينية ومغاربية اقليمية ودولية للدفع بوتيرة الاندماج الاقتصادي المغاربي.

واستعرض جهود البنك الدولي في مجال دعم اقتصاديات دول المغرب العربي ومساعدتها على تجاوز التحديات الماثلة من خلال ترقية السياسات التنموية والدفع باتجاه الاندماج الفعلي الذي اثبت فاعليته على مختلف الصعد.

وبدوره اكد السفير رئيس مندوبية الاتحاد الأوروبي في موريتانيا السيد جياكومو دورازو، على ان الاندماج المغاربي فضلا عن كونه فرصة اقتصادية هامة، يمثل ايضا فرصة ثقافية وتاريخية أمام الاتحاد للعمل المشترك .

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي عمل في إطار علاقته مع بلدان الاتحاد ومع القارة الإفريقية على خلق تحالف أوروبي إفريقي للمساهمة في تنمية القارة ودعم الاستثمار والحد من المخاطر ودعم مناخ الأعمال وتشجيع الكفاءات.

وثمن رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية السيد سمير ميول، الدور الذي يلعبه رجال الأعمال المغاربيين في الدفع بمسيرة الاندماج والتعاون المغاربي المشترك عبر التعرف على مزيد الفرص المتاحة.

وأضاف أن حجم التعاون الفعلي لا يعكس القدرات المتوفرة من إمكانيات بشرية وموارد طبيعية، داعيا إلى الارتقاء بهذا التعاون إلى آفاق أرحب بصورة تستفيد منها كافة الأطراف لبناء فضاء مغاربي على غرار الفضاء الأوروبي وتقوية الشراكة في هذا الإطار.

ومن جانبه أوضح رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب السيد صلاح الدين مزوار انه مرت حتى الآن ٣٠ على تأسيس اتحاد المغرب العربي كما تجاوزت فترة حصول بلدانه على الاستقلال ٥٠ سنة ومع ذلك لم يصل هذا الكيان إلى بناء الفضاء المغاربي الذي تطمح إليه بلدانه والاستفادة من مؤهلاتها لمواجهة عالم متغير ومتغير بسرعة.

وتساءل في هذا الصدد، هل قصر رجال الأعمال في ما يناط بهم من دور في الضغط على المسار السياسي لاستصدار قرارات في صالح التنمية أم لا؟ مشيرا إلى أن الوقت قد حان لتوجيه رسالة قوية من نواكشوط مفادها أن رجال الاعمال قرروا السير في اتجاء البناء المشترك.

واستعرض رئيس مجلس أصحاب الأعمال الليبيين السيد محمد عبد الله الفالح، نماذج من مقومات الاندماج التي تزخر بها بلدان المغرب العربي وفي مقدمتها الإمكانيات البشرية و الطبيعية ووجود المناطق الحر ة مما يشكل دعامة حقيقية لبناء تكامل اقتصادي مغاربي.

ودعا إلى ضرورة إزالة حاجز التخوف من وعلى رجال الأعمال وإلغاء التأشيرات التي تحول دون انسيابية التجارة البينية بين أقطار الاتحاد سبيلا إلى تحقيق شراكة مثمرة تعود بالنفع على شعوبه .

وبدوره دعا رئيس الكونفدرالية الجزائرية لارباب العمل السيد بوعالم مكرش إلى أهمية تحمل المسؤولية وانتظام الفاعلين الاقتصاديين لمواجهة التحديات والخطر الماثل مما يفرض الوفاء بمختلف الالتزامات التي تم التعهد بها.

ونبه في هذا الاطارالى أهمية ترقية المؤسسات المغاربية وتعزيز دورها في إعداد المستقبل بشكل واع ومستجيب لطموحات الشعوب.