لم تعلن الجمهورية الإسلامية الموريتانية حتى الآن رسميا موعد زيارة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لسوريا، ولم تؤكد ذلك رسميا سوريا، لكن مجرد أنباء صحفية من وكالة أنباء روسية تحدثت عن موعد تلك الزيارةكانت كافية لتبدأ قطر - عبر أبرز أدواتها الإعلامية- الدكتور فيصل القاسم، والمفكر محمد المختار الشنقيطي مهاجمة موريتانيا كبلد، ورئيسها، واتهامه بتلقي رشى من الإمارات مقابل زيارة سوريا، هي إهانة جديدة لموريتانيا من الأسلحة الناعمة لقطر، تلك الإمارة الثرية، التي اشترت كل شيء، حتى كأس العام، ومع ذلك فشلت في شراء موقف موريتانيا، ورئيسها رغم أموال الغاز الضخمة، ما دامت موريتانيا تتبع لمن يدفع أكثر..!!!
وعلى طريقة المنجمين، وقـُراء الطالع مع نهاية العام، توقع فيصل القاسم نشوب "انتفاضة شعبية في موريتانيا"، تلك الانتفاضة، أو الثورة التي طال انتظارها بالنسبة لهم، رغم محاولات إطلاق شرارتها أكثر من مرة، وهو ما يجعل الموريتانيين - كل الموريتانيين- مدعوين أكثر من أي وقت مضى لليقظة التامة، فها هي جهات خارجية توقعت الفوضى في بلدهم، ما يعني أنها رسمت خطة لاستغلالها، وتحريكها، وتوجيهها لأهدافها الخاصة، ويتجاهل الدكتور فيصل القاسم أن جميع الثورات الحقيقية عبر التاريخ كانت مفاجئة، ولم يستطع أكثر المنجمين خبرة توقعها، ولا استشرافها، وليعد لكل الثورات، أما تلك التي يتم توقعها، وتدبيرها، فهي مؤامرات خارجية، وليست ثورة، ولا انتفاضة شعبية.
لقد زار الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز أكثر دولة منبوذة، والتقى أكثر الرؤساء إثارة للجدل في كوريا الشمالية، وكان ولد عبد العزيز الرئيس الوحيد في تلك المناسبة الذي شارك الكوريين الشماليين احتفالاتهم قبل أشهر، فمن دفع لولد عبد العزيز حينها - يا شنقيطي، ويا فيصل-؟؟، موريتانيا كشعب، وكنظام لا مشكلة لديها مع النظام السوري، ومشاكل السوريين في ما بينهم موريتانيا لا تتدخل فيها إلا بمساعي التسوية، وليس بإثارة النعرات، والتحريض على القتل، وعلى قطر اليوم أن تعترف، وتتقبل بأن الرئيس السوري، ونظامه انتصروا على كل المؤامرات، أو الثورات، أو الانتفاضات - مع اختلاف المسميات-، وبدأ العالم يتعامل مع بشار الأسد مجددا، بدء بأمريكا "اترامب"، مرورا بالدول العربية الكبيرة (مصر، الإمارات، والسعودية، والسودان...الخ)، وحتى تركيا، حليف قطر، صرح وزير خارجيتها قائلا إنهم سيتعاملون مع الأسد في حال تم انتخابه من جديد، لماذا لم ينتقد الشنقيطي ذلك الموقف التركي، ومن دفع لشاووش اغلو ليصرح به من الدوحة خلال مشاركته في منتدى الدوحة قبل أيام ؟؟!.
من صفحة الأستاذ: سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.