ما غاب عن فهم الزعاترة من حديث الرئيس

ثلاثاء, 09/25/2018 - 14:01

ما غاب عن فهم الزعاترة من حديث الرئيس هي جملة كانت قد تختصر الطريق على سيل وافر من التعليقات رافقت ما كتبه الزعاترة في "اتويتر" حيث لم يتريث الرجل حتى يعرف جهة القصد ومنبع الكلام وحدود الدلالة وسنعينه على فهم ما حجم عنه إدراكه في السطور التالية:

أثناء المؤتمر الصحفي الذي أجراه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بعد صدور نتائج الانتخابات البلدية والنيابية والجهوية الماضية، وخلال رده على بعض الأسئلة حاول رئيس الجمهورية توضيح خطورة الاسلام السياسي والتطرف التي بدت ملامحه تبرز في الساحة السياسية الموريتانية، حين قال : إن إسرائيل لم تعد أكبر خطر على العرب بعد ما فعلته الأحزاب الدينية ضد مصالح الشعوب العربية)، قاصدا المبالغة في خطورة الأحزاب السياسية التي ترتدي الاسلام كحماية عقدية و اجتماعية للوصول إلى اهدافها ولتطويع أعناق المواطنين من خلال إيهامهم بما يروجون له أنه وفق الشريعة الإسلامية أو ضرورة بل ومن تعاليم الإسلام.

بعد ذلك سمع  الكاتب والصحفي والمحلل السياسي ياسر الزعاترة بما نقله الإعلام بالمتحيز مختلف وسائله عن هذا التصريح، فأثار ذلك حفيظته وحمل المعنى على الجد ولم يعمل مناط التحليل وعرض الكلام على فهمه قبل استباق الحدث، فجاء رده دون قدره وهو الذي خبر السياسة والكلام وعرف مقاصد التحليل لبرهة من الزمن.

وهنا نطمئن الكاتب ياسر الزعاترة أنه لا مزايدة على ولد عبد العزيز في محاربة الكيان الصهيوني ومحاربة التطرف والارهاب، أيا كان مصدره فقد شهد له القاصي والداني بذلك حتى الغرب نفسه ثمن الجهود الكبيرة التي بذلها رئيس الجمهورية في محاربة الارهاب والتطرف وترسيخ الأمن والاستقرار في بلادنا والحق ما شهدت به الأعداء.

حيث يحسب لولد عبد العزيز أنه الزعيم العربي الوحيد الذي استطاع قطع العلاقات مع اسرائيل وطرد سفير الكيان الصهيوني وتسوية أرض السفارة مع الأرض، حتى أن بعض الزعماء الأفارقة جاءوا إلى موريتانيا للاستفادة من التجربة الأمنية التي تعيشها في عهد ولد عبد العزيز.

ورغم إنه من المؤكد وفي أكثر من مرة أنه هنا توجد في موريتانيا كما في بعض الدول العربية المسلمة عملاء لاسرائيل يخدمون أجندتها ويستخدمون في سبيل ذلك كل الوسائل التي تخدم هدفهم ولو على حساب الدين، فإن نظام ولد عبد العزيز بالمرصاد لكل أولائك المندسين تحت شعارات إسلامية ليكسبوا تعاطف المجتمع المسلم المسالم وليجدوا الظروف المواتية لخدمة أجندة خارجية ضد بلدهم، حيث تمدهم تلك الجهات بمبالغ مالية معتبرة لتنفيذ خططهم المفسدة والخطيرة والتي تظهر في الساحة على أنها من كنه الاسلام وتخدمه.

ولغيره من الكتاب نقول للصحفي والكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة إن مرضى الإسلام السياسي هم كثر ولكن المتطرفين الاسلاميين ومحرفي حقيقة الاسلامي هم أكثر من أولائك.

لقد فات الزعاترة فقه المغزى الذي يرمي إليه رئيس الجمهورية في حديثه عن المتطرفين، فلم يقصد ولد عبد العزيز إنسانية اسرائيل ولا ذكرها بخير وإنما قصد تهويل أمر هؤلاء وأراد إطلاع المواطنين على حقيقة ما يحدث في الساحة، وكان الشعب الموريتاني قد فهم خطاب رئيس الجمهورية خلال اختتام الحملة الانتخابية حق فهمه،واقتنع بنصيحته وتحذيره من المتطرفين وأعلن الشعب عن موقفه من أعلى منبر صناديق الاقتراع حين منح الأغلبية للحزب الحاكم والتزم نصيحة رئيس الجمهورية.

 

اتلانتيك ميديا