وقفة مع مركز تكوين العلماء في مورتانيا :شهادة طالب غرر به..

ثلاثاء, 09/25/2018 - 00:16

قد قرأت عن المركز قبل سفري في موقع المركز على النت فوجدت الكلام جامعا مانعا رفيع المستوى إدارة ومنهجا وفكرا فقلت حينها هذا المرتجى وعلى وجه السرعة خاطبت المسئولين وأنا في بلادي وقد رحبوا جدا وعلى هذا سافرت فإن تيسر وإلا فالمحاضر موجودة وما إن وصلت إلى المركز وقابلت المسئولين وعرفته عن كثب وأنا مستحضر الحبك التنظيري الذي سطر في الموقع سقط في يدي وندمت ندامة الكسعي وقلت إنا لله أسمع جعجعة ولا أرى طحينا،

عاينت الفصول الدراسية واستمعت للمشيخة وهم يشرحون وتأملت الطلاب وهم يجلسون

أما المشايخ فقد أعلنوا في الموقع عن صفاتهم وكلها ترجع إلى التضلع في العلم من حيث تلقى علوم المحاضر العتيقة على مشيخة متقنين وإلى الحصول على أعلى الشهادات الأكاديمية من ماجستير ودكتواراه وبذا يكون سابقا لعصره .

أما الشرط الأول وهو التضلع فما وجدته بل وجدت مشايخ يدرسون بطريقة عادية تفسيرا للمفردات وفكا للرموز ورؤوس أقلام وكثيرا من الكتب لم يدرسونها على المشايخ اكتفاءا بدراستهم لمتون أخرى في الفن وهذا يتنافى مع ما أعلن ففي النحو مثلا يتولى أمر تدريسه فى كل مراحل المركز شيخ شاب ليس له رقم معروف عند أهل البلد وهو يدرس أوضح المسالك وغيره من الكتب ولم يقرأه فى حياته على شيخ وقل مثل هذا في الذي يدرس الحديث وعلى ذلك فقس بقية الفنون بل إن أغلب مشايخ البلاد رفضوا التدريس في المركز حيث ينظرون إليه نظرة ليست بالجيدة ولقد قابلت طالبا قديما كان عند الشيخ محمد سالم ولد عدود وقد سأله طالب أألتحق بالمركز فقال له الشيخ : لا تضيع وقتك !!! ولمن لا يعرف فالشيخ عدود هو شيخ الددو وخاله وهو من ساعده في افتتاح المركز وكان يلقى المحاضرات فيه !!!!!

أما شرط الماجستير والدكتوراه فلم يتحصل عليه الجميع...

 أما الطلاب فمعظمهم يحفظ بفهم أو بدون فهم ثم بعد ذلك ينسى أغلبه تجد الطالب فى الفصل أثناء شرح الشيخ رافعا رجله فوق المقعد وآخر يضع رجلا على رجل وآخر ساه وآخر لاه وما على الأستاذ إلا إلقاء ما عنده فهم الطالب أما لا.

ولما نزلت لأماكن إيواء الطلاب وجدت غرفا صغيرة فيها فرش ملقاة على الأرض ينام عليها الطلاب من 3-4 في كل غرفه ومن العجب أنى رأيت أحد الطلاب نائما والدروس تلقى فى الفصول ودخلت المطبخ ومكان الطعام فلم يعجبني حقيقة وقد عرفت بعد ذلك أن بعض من الطلاب مرضوا من طعامهم فأصبحوا لا يأكلون منه البتة.

وكان مما أعلن على الموقع جدولا تربويا ودعويا وفكريا صارما وللأسف لا يطبق كما أباح لي بعض المسئولين هناك حيث قال: نحاول ونجتهد !!!!!!

الحاصل أن الانطباع الذي خرجت به عن المركز سيء وهو في نمطه لا يخرج عن كونه مدرسة عادية فقررت من توي قبل الخروج من المركز ألا ألتحق به ؛

إذ أنه يختلف جذريا عن ما أعلنوه في الموقع وعلى لسان الشيخ الددو في الفضائيات وقد صاحبت بعد ذلك طالبا ظل في المركز ثلاث سنوات ثم خرج منه فقلت لماذا ؟ فقال قد خرجت أنا ومن قبلي أكثر من عشرين طالبا هذه الشهور بعد ما ضيعنا من العمر سنوات وفى المركز من الطلبة من هو غير راض بالمرة عن أوضاعه .

ومن العجاب أن دور الشيخ الددو نفسه لا يتعدى التسويق للمركز في الفضائيات ودول الخليج لأجل التبرعات ثم اجتماع يعقد كل مدة مع مجلس الإداري لا يخرج عن كونه نظريا ولا أدل على هذا من واقعة حدثت مع طالب بالمركز فقال : إن الشيخ الددو قد زار أبي في بيتنا ( وأبى من الوجهاء في البلد ) وما كان يعرف الشيخ الددو أنى طالب بالمركز فلما عرف كلمني بكلام عن المركز وسألني أسئلة تنم عن عدم درايته عن أحواله الداخلية من كل وجه !!!!