كيف استطاع " تواصل" سرقة أموال الفقراء والتغرير ببعض الشباب

خميس, 09/13/2018 - 16:54

يمتلك فرع موريتانيا لتنظيم " الإخوان" الدولي، هيئات تتكفل بالعمل الفعلي لجمع المال وتسهيل اكتتاب الحركات الإرهابية، تستغل هامش المجتمع المدني، في حين تفوض القيادة السرية التي تتولى مركزة القرار والثروة، الواجهة السياسية " تواصل" لتوزع الأدوار على أذرع التنظيم الإعتبارية والاستراتيجية والسياسية والنقابية والمالية والخيرية والروحية. يسيطر التنظيم كذلك على مؤسسات تجارية كبيرة ، ويباشر تسيير ميزانيات ضخمة تطال جميع المجالات التجارية من صيدليات ومحطات للبنزين ومحلات بيع الملابس والمواد العذائية ووكالات تأجير السيارات وبيع العملات الصعبة في السوق السوداء. وقد استصدر التنظيم "فتوى" من "مجلس الشورى"، الهيئة المكلفة بالإفتاء على مستوى " تواصل"، بضرورة دفع أموال الزكاة في صناديق لتمويل " تواصل" الإخواني، حيث أصبحت زكاة المنتسبين ، خصوصا من كبار التجار توجه إلى تمويل الحزب بدل صرفها لفقراء المسلمين. وقد كشفت عدة وسائل إعلام محلية ودولية، عن معلومات وصفت بالمؤكدة، قالت بتلقي حزب " تواصل" الإخواني بانتظام لتمويلات تقدر بعشرات الملايين من الدولار من جهات ومنظمات إخوانية في قطر وتركيا، يتم تحويلها عن طريق بعض تجار التنظيم في موريتانيا وآنكولا. يتمثل المخطط، وتتوزع المسؤوليات داخل فرع التنظيم وحزبه وهيئاته المختلفة، بانسيابية ودقة. زعيم الإخوان في موريتانيا يتم تكليفه من طرف التنظيم الدولي وهو برتبة " أمير الحركة"، ويستعين بقيادات أخرى معينة بنفس الطريقة تزاول عملها في السر، ومن أبرزها " أمين سر الحركة"، و "رئيس لجنة الاكتتاب" و " مسؤول الهيكلة" و " رئيس لجنة المناسبات"، و "المسؤول المالي" و " رئيس لجنة استقبال الضيوف"، و " المسؤول الأمني". يباشر رئيس "تواصل" تسيير المنظمات النقابية، التابعة للتنظيم، خصوصا "النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي"، و " الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية"، و " الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا"، إضافة إلى هيئات حساسة من قبيل، " مركز شنقيط للمالية الإسلامية" و "مركز المشورة للدراسات والوظائف التنظيمية". كما أنشأ كذلك تنظيم الإخوان في موريتانيا عدة منظمات لتبييض الأموال والاستيلاء على الصدقات وأموال الزكاة الوافدة من الخليج، من أبرزها " الجمعية النسوية لمكافحة الفقر والأمية"، و " جمعية الإنارة لمكافحة الفقر"و " جمعية العون للتنمية والأعمال الإنسانية"، و " الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك"، و " جمعية المرأة للتربية والثقافة"، و " مكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي"، و " جمعية بسمة وأمل"، و " الجمعية الموريتانية لرعاية المعوقين"، و " جمعية يدا بيد للثقافة والعمل الإجتماعي"، و " جمعية شبيبة بناء الوطن"، و " جمعية أم المساكين لرعاية القصر والمتشردين"، و " جمعية لبيك للأطفال متأخري النطق"، و " جمعية الرحمة للعمل الإجتماعي والثقافي"، إضافة إلى " الجمعية الموريتانية للتنمية والثقافة". يمتلك كذلك التنظيم شبكة من المعاهد الصورية، التي توكل إليها مهمة الاكتتاب وإغراء الشباب في الأوساط الإجتماعية الهشة لتجنيدهم لاحقا في صفوف التنظيم، ومن أكثرها نشاطا " معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها"، رغم أن " تواصل" يتبنى رسميا كتابة اللغات الوطنية للأقليات بأحرف لاتينية، و " المعهد الإسلامي لتعليم البنات"، و " معهد خالد بن الوليد للمعارف الإسلامية"، و " مركز الامام الداني وعلومه" و " مجمع مدارس طارق بن زياد"، و " جامعة عبد الله بن ياسين"، و " مركز تكوين العلماء". تعتبر الجمعيات والمعاهد والهيئات التابعة للإخوان في موريتانيا مجرد هياكل صورية تقتصر وظيفتها على جمع الأموال وتبييضها واكتتاب الشباب بما فيهم القصر من الأوساط الهشة في المدن والأرياف. تتكفل القطاعات الحكومية في موريتانيا المكلفة بالصحة والتعليم والتهذيب والشؤون الإجتماعية، بالمهام الفعلية على امتداد التراب الوطني.