عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ المعلم أبو الطيب
المتنبي يشق أسلوب الإعلام الدولي طريقه خارج مستنقع معالجات المغالطات والتلفيق؛ للحديث عن حياتنا العامة الممتلئة بحياة الكون و تحديات مساراته: يرصد الإعلام الدولي باهتمام كبير قمة نواكشوط الإفريقية الواحدة بعد الثلاثين؛ وتنخرط في مسارها القارة الرسمية والشعبية التي ينتظم نبض أملها على مخرجات قمة مائوية الزعيم مانديلا للإصلاح ومحاربة الفساد وترقية الديمقراطية؛ أخيرا فرضت أرض الرجال أجندتها على الإعلام الدولي: أصبح يتحدث عن موريتانيا التي تصنع الحدث العالمي والقاري. يتلقف الموريتانيون عنان المجد وترتسم ملامح حلم تغنت به الأجيال في فصول الدرس وحقول الحياة؛ وتقف الشعوب الإفريقية في انتظار جديد سلمها وأمنها وتنميتها؛ وكلمتها أمام العالم. ويسطر التاريخ بتبر حروفه على حرير أحداثه أن القائد التقدمي العربي الإفريقي العالمي قائد الأمة الموريتانية فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز صنع عرس الدبلوماسية في سمو ورمزية دلالاته، وأن أجيال القارة ستغرد باسمه في سمع الدهر فرحا واعتدادا بالمجد الذي صنع لهم؛ إن تنظيم القمة الواحدة بعد الثلاثين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في المركز الدولي للمؤتمرات/المرابطون ما بين الخامس والعشرين يونيو والثاني من يوليو للعام 2018، حصيلة محترمة لعمق ورمزية العمل الدبلوماسي والحضور الفعلي خلال العشرية الأخيرة لموريتانيا وقائدها عبر منابر العالم. تريث زمام القارة في قصر المرابطين، وصوتها القادم من سهول الحياة وكثبان الظفر يلهم عقول وقلوب الشباب الإفريقي و يتجاوز الانتماء لخريطة جغرافية، ليرسم عمقنا الإستراتيجي ومعالم مجالنا الحضاري ودورنا الجيوستراتيجي الذي ننفرد به من بين الدول الإفريقية والعربية مجتمعة؛ سيروي الاتحاد الإفريقي من قصر المرابطين للعالم تجربة موريتانيا في تطهير الموارد وصيانة المال العام ودحر أباطرة الفساد العابر للحدود؛ ويأخذ السرد الملحمي الجميل زينته على جغرافية تنمية بادية للعيان تولج من بوابة أم التونسي وتأخذ جمالها على رسم مجد المرابطين، وتمتطي المقاومة مستعرضة عمران الحياة؛ تحميها قلاع صلاح الدين وببكر بن عامر وصولة الصاعقة وبوارج تنبدغه وكوركول؛ تحت رفرفة علمنا المرتوي بدماء الشهداء وبريق أمجاد المقاومة؛ يحتفي مشهد التنوع وروح الانسجام وواقع التعايش بالإخوة الأفارقة؛ ويتقاسم معهم درس الديمقراطية المفصل المرصع بالحريات الفردية والجماعية والمؤسسات المراكمة لتجربة ديمقراطية حقيقية تفسح المجال للتنوع وتطعم من التقسيم العادل للثروة وتؤمن بقوة القانون من نتانة الفتنة. وسيحفظ العالم أن قائدنا فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز وفق في ذكرى مائوية الزعيم مانديلا من إحياء أفكار ومعتقدات وفلسفة الوحدة الإفريقية، وأنه أعاد الأمل إلى الشعوب في التمسك بطموحها المشروع في الوحدة والنمو والاندماج الاقتصادي والانسجام الاجتماعي والسلم المدني والممارسة الديمقراطية؛ وأنه شحن الأمل بالفرح والحبور والعيش الكريم؛ وسيشهد المجتمع الدولي والشركاء ورجال الأعمال والصحافة والمجتمع المدني على أن الحلم أصبح حقيقة وأن الأجيال ستؤلف منه لحنا ينفخ الروح في طموح الشعوب بالوحدة والاستقرار والعيش الكريم. كانت قبضة العقد الأول من القرن الحادي والعشرين منهمكة في إحكام طأطأة الوطن الموريتاني: الجوع الزاحف والعقول المهاجرة والدولة العاجزة والحياة العامة المفلسة والعبادة المرتهنة؛ كانت الشعوب العربية بمباركة قادتها تلح على دحرجتنا من على عكاظ الجامعة العربية؛ والأفارقة في منتهى الحرج من الظهور أو الحديث عنا أو معنا؛ والإرهاب أناخ بورعنا في مرابطنا؛ ولم يعد للحياة؛ لا طعم الملح ولا حتى الشعر؛ الكل معطل ولا حركة خارج هرولة سماسرة الفضائح والأحقاد باسم رسم الدولة وحبر رموزها. دحدحت خيمة العرب بكل كبرياء في مرابطنا قبل اكتمال افتراس العقد لهيكلنا؛ واليوم للأفارقة نرسم زقزقة طائر التنمية وعودة النمو والأمل في قصر فخم يشبه طموح القارة ويليق بثقلنا الحضاري على ربوعها. لا زال العالم يحفظ، وشعوب القارة تروي عن موريتانيا فصول ملاحم انتصار قائدها رئيس الاتحاد الإفريقي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز لصالح أمن واستقرار وتنمية وهيبة ورفعة القارة السمراء؛ في حرقة قيلولة مايو من العام 2014، كانت أجندات وزراء سيادة القوى العظمى تنكمش متخلصة من التزاماتها في الشقيقة مالي، وكان أبناء الوطن الواحد يتناحرون وحرائق ودمار الاقتتال على وشك تفكيك الدولة وتشريد الشعب؛ والعالم يبالغ في انتظار النهاية؛ انبرى قائد الأمة الموريتانية ورئيس الاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة تحت مظلة الإقدام والكاريزما لفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، شاقا ألسنة اللهب، ليجتمع بالأطراف تحت خيمة أزوادية ويعلن للعالم بعد ساعات وقف الاقتتال وحقن الدماء واستعداد الفرقاء لتوقيع اتفاق سلام فريد من نوعه في تاريخ الوساطات والدبلوماسية في وقت قياسي وبالتزامات حقيقية. وتحفظ كذلك القارة لقائد الأمة الموريتانية ود إخراج غامبيا الشقيقة من نفق الإقتتال ؛ من ذكريات الشعوب الإفريقية التي تطمئن لها سكينة قلوبهم، رئاسة قائد الأمة الموريتانية فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز في العام 2011 لمجلس السلم والأمن، التي مكنت من حل الأزمة الإفوارية في وقت قياسي وبمباركة جميع الأطراف، إضافة إلى صياغة خطة تسوية للأزمة الليبية كانت البلسم الشافي والكفيل بتضميد جراح الإخوة وإطفاء نيران المحرقة التي التهمت البلد الشقيق، لولا تدخل قوى أجنبية سعت لبلقنة البلد وتأزيم الصراع لينفجر الوضع ويلتهم الجحيم الليبي المنطقة ويهدد أمن وسلم العالم. عندما هبت عاصفة "إيبولا" في يناير من العام 2015على القارة، وتقاعس مرة أخرى العالم وأحكم الحصار على الشعب الغيني الشقيق وهو يصارع من أجل البقاء بلهيب النار في حريق يلتهم الأحياء والأموات، شقت طائرة مطرزة برموز سيادة الدولة الموريتانية أجواء القارة حاملة على جناح الغيث رئيس الاتحاد الإفريقي وقائد موريتانيا فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز: مكث مع الإخوة مواسيا ومطمئنا بكرم تضامنه وموارد بلده، مطالبا العالم بالالتفات خلف النيران وامتلاك مسؤوليته الأخلاقية في مواجهة وصرع وباء يوشك أن يفترس شعوب القارة؛ لم يكتف بصلة الرحم والمواساة؛ جمع أموره وأخذ مكانه على طاولة زعماء العالم في اجتماع مجموعة العشرين في أستراليا، وفرض بقوة حضوره ووضوح رسالته على العالم تبني القضية ومجابهتها مؤكدا أن عهود صمت القارة وحصد المرض لأرواح شعوبها قد ولى وأن المسؤولية الأخلاقية للبشرية المتواصلة تكنلوجيا ينبغي أن ترتبط أكثر بعرى المواساة والتضامن، وتواجه غول المرض والموت بنفس الحماس وبكل مقدراتها ونسب نموها المتباينة وأنظمتها الصحية المتفاوتة؛ بعد طرد السفير الإسرائيلي وتفكيك سفارة المحتل بجرافات عربية عادت إلى قواعدها سليمة آمنة مطمئنة بالانتصار لإرادة الأحرار، واصل القائد مطاردة المحتل على أراضي القارة: طردهم من مؤتمرات الاتحاد الإفريقي وتكللت جهود محاصرة محاولات التغلغل بتنظيم القمة العربية الإفريقية الرابعة في "مالابو"، ليصبح التقارب العربي الإفريقي حقيقة وواقعا يجمع على دعم القضية الفلسطينية ويسد الطريق أمام مغازلات التطبيع الإسرائيلي. نقل صوت الأفارقة وهموم قارتهم وهيبة منظمتهم إلى منابر العالم واجتماعات الكبار، فسجل سبق القمتين، تلك الإفريقية الأمريكية والإفريقية الأوروبية، وأصبح الاتحاد الإفريقي فعلا جزءا من مشهد المجتمع الدولي.
عبدالله يعقوب حرمة الله