الإعلام الدولي: شبكات الفساد العابر للحدود أكبر ضحايا الإصلاح في موريتانيا

جمعة, 06/22/2018 - 13:16

شكل انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عام 2009، انتكاسة كبيرة لدوائر الفساد في الداخل والخارج، وتقويضا فعليا لنفوذها على الدولة ومؤسساتها ومجال الأعمال. من بين أكبر الضحايا المباشرين لهذا التوجه الجديد رجل الأعمال المعارض محمد ولد بوعماتو وشركائه من رواد ووكلاء شبكات France /Afrique التي كانت ترتهن الدولة ومؤسساتها وتحكم سيطرتها على مشهد الأعمال بمباركة من السلطات العليا للبلد انذاك والإستعانة بشبكات التهريب في المنطقة بما فيها المخدرات . وكعارف بخفايا التهريب ودوائر الفساد في إفريقيا بدأ رجل الاعمال الفار من العدالة ولد بوعماتو بالبحث عن من يساعده للوصول إلى مبتغاه: "إضعاف النظام الموريتاني واستهداف قائده بصفة خاصة"، حسب ما كشفت عنه مذكرة اقتصادية خاصة صادرة عن سفارة أوروبية بنواكشوط في نفس الفترة. بدأ الاتصال بالمحامي الفرنسي William Bourdon لمواجهة الإصلاح الذي عطل ماكنة BSA. حيث تعود علاقة بوعماتو بالمحامي الفرنسي إلى العام 2013، وهي نفس الفترة التي بدأ فيها تمويل تقارير Sherpa ضد موريتانيا. بدأت الأمور باستشارة من مجموعة BSA للمحامي الفرنسي في قضية إفلاس إحدى شركات المجموعة المرفوعة أمام المحاكم الموريتانية. تشكل الحلف وبدأ في أول نشاط له بمواجهة إدارة الضرائب، إثر عملية تصحيح ضريبي على خلفية اكتشاف تهرب ضريبي تقف ورائه مجموعة BSA، كشف عنه تقرير للمفتشية العامة للدولة IGE. وفي نفس العام 2013 أصدرت منظمة Sherpa التي يرأسها محامي الرجل William Bourdon تقريرها الأول ضد موريتانيا. لم يفت على الإعلام الدولي الدور الذي تؤديه Sherpa ورئيسها Bourdon في إطار سلسلة مؤامرات تستهدف موريتانيا وتعادي مسار الإصلاح الذي أطلق رئيسها، حيث عنونت صحيفة Le Journal Du Dimanche الفرنسية الواسعة الإنتشار في عددها الصادر في ال 29 من يناير 2018 " منظمة Sherpa متهمة بالقيام بدور مشبوه لصالح رجل الأعمال ولد بوعماتو في موريتانيا". كما أوردت في نفس المقال اعتراف المحامي Bourdon تحت ضغط الرأي العام الفرنسي بتمويل نشاطات Sherpa المستهدفة لموريتانيا من طرف بوعماتو، حيث قال: " يعتبر محمد ولد بوعماتو من ضمن المتبرعين الذين يساعدون في تمويل المنظمة". هكذا أصبحت Sherpa الذراع المسلح الذي أوكلت إليه مهمة "إسقاط النظام الموريتاني"، حسب المحامي الفرنسي Eric Diamantis ، والذي يضيف متهكما:"أصدروا تقريرهم وانطلقوا (..) يعتقدون الأمور بالبساطة التي يتصورون".