كشفت مصادر إعلامية فرنسية متعددة، أن علاقات رجل الاعمال المورتاني الفار من العدالة محمد ولد بوعماتو في دوائر القرار السياسي والتأثير الإعلامي منعدمة، وأن علاقاته ترتكز أساسا على الشبكات الموازية وروادها من الشخصيات الضالعة في فضائح الفساد والرشوة على مستوى إفريقيا وفرنسا. حيث يرتبط الرجل بعلاقات ودية و "روابط نفعية" مع بعض رواد ووكلاء شبكات France /Afrique المافيوية المسؤولة عن افتراس القارة الإفريقية ونهب ثرواتها وابتزاز قادتها على مدى عقود. وقد تداولت الصحافة الدولية مؤخرا صورة مسربة من طرف القضاء الفرنسي، مكنت من مشاهدته رفقة Robert Bourgi و Claude Guéant، ويده موضوعة بصفة حميمية على كتف هذا الأخير. يعتبر Robert Bourgi الذي كان ينادي الرئيس الغابوني الراحل Oumar Bongo: "بابا"، ممثلا فعليا لشبكات France /Afrique، ويتبنى بكل فخر وعلنية مكانته فيها. وتصف الصحافة الفرنسية Robert Bourgi الذي تربطه علاقات شخصية وقوية بولد بوعماتو بأنه " قاطع طرق أسياد تنظيم France /Afrique المافيوي على مستوى القمة، و يقبض الفدية من الرؤساء الأفارقة وينهب دون خجل القارة الإفريقية". يقدم كذلك Robert Bourgi نفسه على أنه " حامل الحقائب الممتلئة بأموال إفريقيا إلى رجالات السياسة في فرنسا". وهو ما حصل بالفعل مع الشخص الثالث في الصورة المسربة من طرف القضاء الفرنسي Claude Guéant الأمين العام السابق للرئاسة الفرنسية في عهد Sarkozy والذي وجه له القضاء الفرنسي تهم " التزوير" و "استخدام التزوير" و " تبييض أموال التهرب الضريبي في إطار عصابة منظمة" في ملف فضيحة التمويل الليبي لحملة Sarkozy للعام 2007. ويرتبط ولد بوعماتو بعلاقات ود وصداقة مع الرئيس السابق للبنك الدولي DSK، وهو شريكه في إفلاس مصرف فرنسي يوجد ملفه بين يدي العدالة الفرنسية منذ أسابيع. كما يتمتع الرجل بعلاقات شراكة مع الملياردير الفرنسي Bolloré المتابع قضائيا في ملفات فساد ورشوة، والذي تعاقد مع إحدى شركاته HAVAS Worldwide للعمل على تحسين صورته ونشاطات مجموعته المالية BSA على مستوى الإعلام الدولي وفي أوساط المال والأعمال إثر الملاحقات القضائية وتهم الفساد والرشوة الموجهة إليه من طرف القضاء في موريتانيا وفرنسا. وكانت قد صدرت في حق بوعماتو والذي يتواجد في المنفى الاختياري منذ 2010، مذكرة توقيف دولية في أغسطس 2017 على خلفية تهم بالضلوع في جرائم "الرشوة" و "الفساد العابر للحدود"، حيث يعكف البوليس الدولي Interpol على إجراءات تطبيق المذكرة الدولية.