احتضنت صباح اليوم ، جامعة شنقيط العصرية، أعمال ندوة منظمة حول العقيدة الأشعرية بالتعاون بين الجامعة ومؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
أعلن عن افتتاح الندوة ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد ولد مولاي الذي أكد على أهمية النشاط باعتباره سيسهم في إنارة الفكر السياسي والعقدي للنخب للشابة حول قضايا التطرف والغلو.
وفي كلمة له بالمناسبة رحب رئيس الجامعة الدكتور محمد المختار ولد اباه بمسؤولي الدولة، كما رحب بوفد الأساتذة من مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تلك المؤسسة التي اعتبر الندوة من ثمار التعاون معها وذلك من أجل الحفاظ على القيم المشتركة، وترسيخ الثوابت التوجيهية للأمة وللمجتمع الموريتاني.
كما أشاد بنخبة الأساتذة المشاركين ودورهم في إحياء التراث وإسهامهم في حماية أصول عقيدة المؤمن والتمسك بالثوابت الشرعية .
وأضاف رئيس الجامعة في كلمة له عن موضوع الندوة أن القرن الثالث الهجري عرف قمة تعدد الفرق والزعامات التي تتنازع الحكم وقيادة الفكر الديني، ووصل عدد هذه الطوائف والفرق إلى العشرات، وتدّعي كل فرقة أنها هي الناجية، وذلك بسبب الخلافات والمواقف حول الإيمان والتوحيد، والصفات الإلهية، واعتبر أنه في سورة هذه النزاعات ظهر أبو الحسن الأشعري الذي نصر عقيدة أهل الحق وصرح أنه يدين بها، وقام بتدوين معالم هذه العقيدة في مئات من الكتب ألفها ضد المخالفين اعتمد فيها على دعامتين: إحداهما الإيمان بكل ما صح من النقل كالكتاب وصحيح السنة، والثانية القياس العقل، فكان مذهبه مذهبا وسطا ليس فيه تجسيم أو تمثيل، ولا فيه نفي وتعطيل، وخلص رئيس الجامعة الدكتور محمد المختار ولد اباه إلى ملحظ وصفه بالغريب؛ وهو أن المنهج الأشعري الذي تبناه هو الذي ارتضاه جمهور المسلمين على اختلاف انتماءاتهم، وختم حديثه عن جهود الشناقطة في خدمة العقيدة الأشعرية.
ثم تناول الكلام الدكتور حميد لحمر ممثل وخبير مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة فشكر جامعة شنقيط العصرية على احتضان هذه الندوة التي تأتي وفق قوله لتنسيق الجهود من أجل نشر رسالة الإسلام السمحة وعقيدته الصحيحة وهي العقيدة الأشعرية، كما تأتي للحفاظ على وحدة العقيدة والمذهب وترسيخ الثوابت الدينية بوصفها ثوابت مشتركة بين موريتانيا والمغرب، وتصون البلدين من التيارات الفكرية المنحرفة وكذلك منطقة شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وقد تم خلال الندوة عرض محاضرتين الأولى للشيخ ابراهيم بن اب من جامعة شنقيط العصرية تناولت "زيادات العلامة ابن بونه الجكني في كتابه الوسيلة على كتاب إضاءة الدجنة للمقري"، والمحاضرة الثانية تناولت "الوسطية والاعتدال في العقيدة الأشعرية" قدمها الدكتور رشيد البكاري أستاذ تعليم عالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بالمملكة المغربية.
يشار إلى أن الندوة تستمر يومين وتهدف إلى ترسيخ ثوابت المجتمع الموريتاني في المجال العقدي والكلامي، وتعريف الاجيال الصاعدة بأصول هذه العقيدة وقواعدها وأئمتها ومجتهديها، وأيضا التدليل على "اصالة المعتقد الأشعري وسعته ومرونته واستيعابه للأسئلة المستجدة في كل زمان ومكان"، واستعراض جهود الشناقطة في خدمة الفكر الأشعري.
ومن أبرز المشاركين في هذه الندوة الدكتور "ادريس بن الضاوية"،أستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي في المملكة المغربية، والأستاذ "الشيخ ابراهيم اب ابّ"، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة شنقيط العصرية، والدكتور يحي ولد البراء أستاذ بجامعة انواكشوط وجامعة شنقيط العصرية، والأستاذ محمد ولد بتار، والأستاذ محمد فال ولد عبد اللطيف والدكتورة جميلة زيان من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بالممكلة المغربية، إضافة إلى الدكتور محمدن ولد حمينا أستاذ بجامعة شنقيط العصرية" والدكتور أحمد ولد عبد القادر، فضلا عن مشاركة علماء وباحثين آخرين.