قال رئيس منطقة نواذيبو الحرة محمد ولد الداف إن العاصمة الاقتصادية شهدت نهضة عمرانية وتنموية كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وإن الأرقام والمؤشرات المسجلة تكشف حجم التحول الحاصل بالمنطقة الحرة.
وأضاف ولد الداف فى خطاب ألقاه اليوم الأثنين 2 ابريل 2018 إن فرص الاستثمار بالمنطقة الحرة وفرت أكثر من 1200 فرصة عمل مباشرة، بينما تجاوز حجم الاستثمارات الخاصة 600 مليون دولار أمريكى حتى نهاية شهر سبتمبر 2017.
وأعتبر ولد الداف أن الزيادات المتوالية فى رقم أعمال الشركات المسجلة فى المنطقة الحرة مؤشرا واضحا وموضع امطمئنان على جدوائية الرؤية المتبعة لاستغلال هوامش وفرص كانت ضائعة إلى وقت قريب.
وأكد رئيس المنطقة الحرة استفادة المؤسسات المينائية من أجواء النمو الإقتصادى، حيث سمحت لميناء الصيد التقليدى بتحسين ودعم توازنه المالى مما سيسهل دون شك بلوغ الأهداف التى رسمت له، والعمل من أجل احداث نقلة نوعية فى المرفق العمومى.
وقال ولد الداف إن ميناء نواذيبو المستقل أرتفعت نسبة الحاويات المناولة فيه 100% مابين سنتي 2014 و2017 ، وهو مايعتبر أكبر دليل على النمو الإقتصادى الذى عرفته مدينة نواذيبو خلال السنوات الأخيرة.
الطرق الداخلية والمشاريع الهيكلية
وقال رئيس منطقة الحرة إن المنطقة تدخلت فى مجال البنى التحتية من أجل ربط القطبين السياحى والصناعى بالشبكة الطرقية للمدينة وتزويد كل منهما بشبكة طرقية داخلية تحسن من انسيابية الحركة داخله، وتؤسس لعصرنته وتواكب نموه. كما تم فك العزلة عن أحياء من المدينة، حيث تم خلال السنوات الأربع الأخيرة زيادة طول الشبكة الطرقية المعبدة فى المدينة بنسبة فاقت 63%.
أما على صعيد التحضير للمشاريع الهيكلية ، فقد انتهت دراسات الجدوى لمشاريع ميناء مياه الأعماق ومطار نواذيبو الجديد والقطب التنافسى للصيد، حيث عرف مسار تهيئة مشروع ميناء مياه الأعماق تطورا كبيرا، ومن المتوقع أن يتم التوقيع بالأحرف الأولى على العقد التجارى لبناء هذا المرفق الاستراتيجى الكبير بمناسبة المنتدى الإقتصادى بالمنطقة الحرة، مع أكبر الشركات العالمية العاملة فى مجال تشييد الموانئ على أن تبدأ الأشغال فيه قبل نهاية العام الجارى.
وقال ولد الداف إن المنشأة المينائية الجديدة تتميز بخصائص فنية عالية كالعمق على سبيل المثال الذى سيصل إلى 18 متر عند الرصيف التجارى، وهو ما سيمكن من تغيير الخارطة التجارية فى شبه المنطقة بصورة جذرية، وسيمكن من رفع التنافسية القطاعية فى الاقتصاد الموريتانى كالصيد والمعادن والتبادلات التجارية التى عانت الركود بسبب ارتفاع تكاليف النقل البحرى الناجمة مباشرة عن ضعف الطاقة الإستعابية للموانئ الحالية، والتى حرمت نواذيبو من معظم أساطيل النقل البحرى وسفن صيد الأعماق حتى اليوم.
تحول جذرى فى الخدمات الأساسي
وقد استعرض رئيس منطقة نواذيبو الحرة بعض الأرقام لمقارنة الوضع فى العاصمة الاقتصادية نواذيبو قبل فترة، والأوضاع الحالية، واصفا ماحصل بالنقلة النوعية والكبيرة فى مجمل الخدمات الأساسية.
واعتبر ولد الداف أن كل سكان العاصمة الاقتصادية والمستثمرين فيها كانوا يدركون واقع الكهرباء الذى بلغ أسوء مراحله سنة 2007، حينما اضطرت الشركة فى ظل العجز الكبير الذى عاشته إلى تأجير مولدات كهربائية مستجلبة، بينما تحولت الوضعية الآن إلى النقيض، بفعل الفائض الذى تعيشيه المنطقة فى مجال الكهرباء، بعد مضاعفة الإنتاج ثلاث مرات، وتعزيز خطوط التوزيع والربط.
وكشف رئيس المنطقة الحرة عن مشاريع كهربائية جديدة كمحطة بلنوار الهوائية ذات القدرة الكبيرة (100 MW) وخط الربط الكهربائى عالى الجهد 225 KV بين نواكشوط ونواذيبو
أما فى مجال توفير المياه الصالحة للشرب فان منتوج محطة تحلية مياه البحر قيد التنفيذ حاليا سيمكن من تأمين توازن العرض والطلب على الماء لعدة سنوات قادمة من خلال مضاعفة الطاقة الإنتاجية من جهة، بالإضافة إلى كون هذا المشروع يشكل انجازا هاما فى سبيل تنويع مصادر التزويد بالماء الشروب وترشيد استهلاك المصادر الجوفية من جهة أخرى.