تجري التحضيرات لافتتاح مركز للدراسات الإسلامية في غرب إفريقيا يقع مقره في موريتانيا، وستتم إدارة هذا المركز من قبل المؤسسة الكبرى وسلطة الإسلام السني في العالم جامعة الأزهر في القاهرة كما أعلن عن ذلك الإمام الأعظم للأزهر الذي كان في زيارة لموريتانيا قبل أسبوع.
وحسب المصادر فسيتم تصميم هذا المركز التعليمي ليستقبل الطلاب من بلدان المنطقة وسيفتح أبوابه في القريب العاجل وفقًا للسلطات الموريتانية، حيث سيتيح هذا المركز الجديد، لموريتانيا أن تعزّز مكانتها كأرض للتعليم الإسلامي.
وقد أطلق اسم الحسن الأشعري على المركز الجديد للدراسات الإسلامية في نواكشوط، وهو اسم يحدد اتجاه الدروس التي سيتم تقديمها؛ فهذا عالم العقيدة الشهير وهو مؤسس المدرسة الأشعرية، وهي فرع مهم من الإسلام السني الذي يدعو إلى التسامح ويرفض التكفير، حسب مصادر في القاهرة.
وأضافت المصادر إن ما يسعى إليه شيخ الأزهر، هو تشجيع هذه العقيدة ومحاربة التيارات الأصولية الموجودة في موريتانيا أو في أي مكان آخر في منطقة الساحل. وليس من قبيل الصدفة أن يولد هذا المركز في نواكشوط وليس في عاصمة أخرى في غرب أفريقيا ، كما يقول الأستاذ الجامعي يحيى ولد البراء: فموريتانيا معروفة في العالم العربي بالجودة في التدريس التقليدي.
وأضاف "نرى هنا في موريتانيا مئات الطلاب من العالم العربي والإسلامي للدراسة في المحضرة الموريتانية، ويقولون إنهم يتلقون معارف تقليدية رصينة لا توجد في بلدان أخرى."
وقد أكدت الدولة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة من جديد تمسكها بالمذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والصوفية الجنيدية وهي ثلاثية تحملها جامعة الأزهر في مصر، وهذا سبب آخر لتبرير افتتاح المركز برعاية المصريين.
لكن المبادرة ليست على هوى الجميع في نواكشوط. فقد تعرض الزيارة التي قام بها الشيخ أحمد الطيب إمام الأزهر للكثير من الانتقالات ولاسيما من قبل الزعيم السابق للحزب تواصل الإسلامي جميل منصور، والذي وجه انتقاده بكلمات قليلة لكنّها قاسية جداً، حيث ألقى باللائمة على الشيخ الطيب بتهمة الضلوع في حملة القمع التي قام بها الجنرال السيسي منذ وصوله إلى السلطة.
وكان الجامع الكبير للأزهر هو المرجع في تدريس الإسلام في غرب أفريقيا منذ استقلال دولها، وتم تدريب آلاف الطلاب في الأزهر، الذين حصلوا على منح سخية حتى أوائل السبعينيات من القرن الماضي، لكن إفقار مصر بسبب الحروب مع إسرائيل وإثراء دول الخليج من خلال الطفرة النفطية جعل الوهّابية تتمدّد في غرب إفريقيا، وهو ما أدى إلى ظهور جماعات متطرفة.