الشعوب التي لا تحترم رموزها ليست جديرة بالاحترام و لا شك أن من أهم رموز أي بلد رئيسه و وزراؤه و حكامه و ولاته و منتخبوه و قوانينه و نظمه و رجال أمنه و أوراقه الرسمية و نشيده الوطني و علمه . و الاحترام يستحق و لا يمكن فرضه و لا سن قوانين لإلزامه. لقد استحقيتم يا فخامة الرئيس ، احترامنا بشرعيتكم ، بتضحياتكم، بتفانيكم في الدفاع عن موريتانيا حين ركع الجميع، بتمسككم بشرعيتكم و ما يحميها من نظم و قوانين هي في النهاية مجمل مكتسبات بلادنا الديمقراطية التي أراد العابثون نسفها بطفرة مزاج مريض. ربما تأخرنا كثيرا عن التعبير عن تقصيرنا في مؤازرة برنامجكم و الوقوف معكم في معركة إنقاذ موريتانيا ، لكن الزمن علمنا أن نتريث حتى التأكد من حسن النوايا و صدق المواقف و اتضاح الأسباب. فاعذرونا فخامة الرئيس إذا كنا قد وصفناكم في السابق بالتراخي في الدفاع عن موريتانيا أو التسامح في نهب ثرواتها من قبل قوارض الإدارة المنهمكة في تدمير ما تبقى من البلد. لقد كان من واجبنا أن نتهم كل المعنيين بالأمر في وقت يشهد فيه الجميع على ما تعيشه البلاد من فساد، فكان عليكم أن تعذرونا من دون أن نعتذر لكم و أن تتفهموا دوافعنا، لا أن نتفهم عجزكم عن مواجهته. فخامة الرئيس، لن أكون يوما في حياتي من موالاة الأحكام المدافعة عنها على حساب الشعب، لكن عدم الاعتراف بشرعيتكم اليوم ، مساهمة خطيرة في نسف النظم و القوانين الجامعة و الحامية لكيان الدولة و هذا ما يجعلني اليوم ملزم بالدفاع عن شرعيتكم التي أستمد منها شرعية مواطنتي و تمدد مفاهيمها في كل الاتجاهات. لست ممن يرددون "لا أريد من وراء هذا الكلام أي مصلحة" بل أريد من ورائه كل شيء : أريد من ورائه وطنا حرا أعيش فيه بكرامة .. أريد من ورائه وطنا آمنا أنعم فيه بالحرية و الطمأنينة و الرخاء.. أريد من ورائه وطنا مزدهرا يحميني و ينهي مأساة شعبي، من التسكع على أرصفة العالم بحثا عن لقمة العيش.. أريد من ورائه حماية كرامتي المداسة و حقوقي المنهوبة و عرضي المستباح.. فشكرا لكم فخامة الرئيس، على التمسك بشرعيتكم الحامية لبقاء دولة تتعاورها سهام الانفصال و التشرذم و التمزق.. شكرا لكم على الوقوف في وجوه المتهافتين على الحصول على نصيب من بلد لم يروا فيه يوما أكثر من سكين مغروس في قلب كعكة.. شكرا لكل من حضروا لقاء فخامتكم مع نخبة البلد من سياسيين مميزين و مدونين مهتمين بالشأن العام و منتخبين شرعيين .. شكرا للمداخلات الشجاعة التي رسمت بوضوح ملامح الفترة القادمة و ما تتطلبه من استعداد و تضحيات و تخطيط.. نعم فخامة الرئيس ، أنتم المؤسسة الشرعية الوحيدة اليوم في البلد و كل الشعب الموريتاني اليوم يقف معكم و يلتف من حولكم و ساعدت كل الظروف في تحولكم إلى فكرة يتبناها الجميع .. إلى حالة يعيشها الجميع .. إلى واقع بلا بديل ؛ فكونوا للشعب دعامة يكون لكم حاضنة .. أنتم وحدكم اليوم، يا فخامة الرئيس، من يستمد شرعيته من الشعب فثقوا في الشعب يثق فيكم .. أوفوا له يكون وفيا لكم .. عاملوا المواطنين باحترام يضعونكم على رؤوسهم .. و في الأخير شكرا لولد الغزواني على التزامه بنصوص الدستور و وفائه لرئيسه و زميله و رفيق نضاله. نعم، أنتم "المؤسسة الشرعية الوحيدة اليوم في البلد" فتمسكوا بشرعيتكم و دعوا فرضها علينا. و ليكن إبريل موعد نهاية كذبتهم الأخيرة.
نقلا عن صفحة سيد عالى بلعمش على افيس بوك
داكار 20 / 03 / 2018