وإذا أتتك مذمتي من ناقص .. فهي الشهادة لي بأني كامل
المعلم أبو الطيب المتنبي
بعد النعمة وخارج العيون ، اجتمع مطبع وانقلابي فاشل وبقية وكلاء الفساد العابر للحدود، وكشفوا للعالم معارضتهم ولوج أبناء المهمشين مدارس الامتياز وقهر المرض وصرع الجوع وقتل العطش ودحر التهميش؛ وفي إياب هياكلهم تحت الأمل: رددوا بصوت المذبوح حنينهم لسيادة الفساد وربيع الاستبداد.
لا ينتظر المواطن من المعارضة إلا أن تحدثه عن: تحالفاتها مع المنظمات العنصرية وانتمائها إلى تنظيمات دولية صهيونية، وعن تعاونها مع هيئات وأشخاص يسعون دائما للنيل من صورة موريتانيا ووحدة شعبها في الخارج وعن مطالباتها المتكررة في بعض المنابر الدولية بمحاصرته؛
يتنزل النشاط المعارض في كبد تنمية وتطوير الديمقراطية، التي تقر له حقوقا وواجبات تحددها القوانين وترسم مشهدها. والمعارضة كحزب أو مجموعة أحزاب منعها الشعب ثقته، تنسجم دون تردد مع دور الأقلية الذي لم تختره بالضرورة.
تتحرك المعارضة الديمقراطية على وقع الانتقاد والمراقبة والاقتراح، مع واجب احترام قوانين الجمهورية والمساهمة في رفع مستوى الحوار السياسي والامتناع عن اعتراض سبيل حياة الدولة ونشاط مؤسساتها بوصفه تجسيدا لإرادة الشعب الذي تمثله الأغلبية المنتخبة ديمقراطيا.
يحترق صمود المعارضة في محيطينا بألسنة جحيم التجريم، ويختفي قادتها بقنص الاغتيالات، ويتوارى مدونوها في غياهب المعتقلات ويتساقط مناضلوها ومناصروها في ساحات النسيان كلما حاولوا التظاهر في شوارع استوطنتها الشرطة السياسية المخولة قانونا السحل والقتل في وضح النهار.
في موريتانيا يحسب لقائد التغيير البناء فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز إرساء مشهد التعددية وواقع الحريات، وترسيخ الديمقراطية من خلال القطيعة مع عهود تجريم نشاط المعارضة واعتماد صرف تمويلها من الخزينة العامة وإدماجها في مشهد المؤسسات لتصبح جزء من النظام يمارس نشاطه بصفة اعتيادية.
رغم الخطوات التي قطع البلد والفرصة التاريخية التي أتيحت لمعارضته يبدوا أن جيل عقود الرجعية وأحزاب الهياكل يريدون للمعارضة أن تبقى مهنة ليبرالية، ومنبرا لخطاب عصابات الفساد العابر للحدود.
على وجه الإفلاس وتعثر العطاء، تتبنى المعارضة كبرنامج سياسي ومرجعية: التمسك بريع الرشوة نهجا وبيع الذمم و استهداف المؤسسات والحرب ضد الديمقراطية سلوكا نضاليا.
تحتاج فعلا المعارضة إلى تجديد يعفي طبقتها التي لم تستوعب القطيعة مع الماضي؛ وأن نضج الشعب مكنه من اختيار سبيل العيش الكريم تحت راية الحرية في دولة العدالة والحق و المساواة، وأنه متمسك بالتغيير البناء كمرجعية لها وبفخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز كقائد مؤسس وملهم لمشروع غايته وهدفه إسعاد المواطن وصون كرامته.
عبد الله يعقوب حرمة الله