تتزايد التساؤلات حول خلفية غياب التناوب على قيادة الأحزاب السياسية في موريتانيا؟؟؟.
فبعض المراقبين للشأن الموريتاني، يلاحظون أن عقدة "الأنا" والزعامة تطارد أغلب قادة الأحزاب السياسية في موريتانيا.
فبإستثناء قلة من الأحزاب السياسية التي تقترب من المائة، لا يوجد أي تناوب على قيادة تلك الأحزاب، فرؤساءها الذين أشرفوا على مرحلة التأسيس مازالوا هم من يديرونها، ويتحكمون في كل صغيرة وكبيرة بتلك الأحزاب، بل إن بعضها باتت تعرف بقادتها أكثر من أسمائها الرسمية. فإذا ذكرت الحزب "الفلاني" فإنه من النادر أن تجد من يتعرف عليه بسهولة، إلا إذا قلت له حزب "فلان"، بل إن بعض الزعماء يمارسون الدكتاتورية داخل أحزابهم بطريقة، أدت لإنسحابات متتالية عن تلك الأحزاب، ودفعت لتشكيل أحزاب من رحمها.
كما إن هناك أحزاب "أسرية"، حيث تم خلال آخر انتخابات نيابية وبلدية، ترشيح صار براهيما رئيس حزب AJD لنجليه في عضوية المجلس البلدي في مقاطعة السبخة وترشح هو وزوجته للنيابيات.
الأحزاب التي تدار اليوم بقيادات لم تشرف على مرحلة التأسيس هي:
1-حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي يقوده حاليا أحمد ولد داداه، فيما كان الأستاذ محمد محمود ولد لمات هو الذي أشرف على مرحلة التأسيس وكان أول رئيس له، ليتم انتخاب ولد داداه لاحقا رئيسا لنفس الحزب، وذلك بعد أن تم حل اتحاد القوى الديمقراطية من طرف نظام الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع.
2- حزب الإتحاد من أجل الجمهورية من بين الأحزاب التي تم التناوب على رئاستها، حيث تولى منصب الرئيس العديد من الشخصيات، قبل الرئيس الحالي سيدي محمد ولد محم.
3-حزب التجمع من أجل موريتانيا "تمام"، أسسه الدكتور الشيخ المختار ولد حرمه ولد بابانا، وتم التناوب على قيادة الحزب بتولي رئيسه الحالي يوسف ولد حرمه ولد بابانا، من خلال مؤتمر عام لنفس الحزب.
4- حزب "الصواب" عرف التناوب على رئاسته، حيث كان أول رئيس له الشيخ ولد سيدي ولد حننه رئيس لجنة الأزمة في مجلس الشيوخ قبل حله، ويدار حاليا من طرف عبد السلام ولد حرمه.
5-حزب الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم، ورثت رئاسته الوزيرة الناها بنت مكناس، بعد وفاة والدها المرحوم حمدي ولد مكناس، لكن أولئك "الشيوخ" الذين أشرفوا على تأسيس ذلك الحزب، إنفضوا من حول الرئيسة، ولم يبقى معها منهم اليوم إلا "قلة"، بعضهم لم تعد وضعيته الصحية تسمح له بممارسة السياسة.
6-الحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد، يدار اليوم من طرف الوزيرة السابقة منتاته بنت حديد، والذي كان هو الحزب الحاكم خلال حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع، تعاقب على كرسي أمانته العامة العديد من الشخصيات، وكان آخرها في عهد ولد الطايع، السفير الحالي في الجزائر بلاه ولد مكيه.
7-حزب "الإصلاح" المشرف على تأسيسه سيدينه ولد محم، واليوم يدار من طرف المحامي محمد ولد أحمد سالم ولد طالبنه النائب بالجمعية الوطنية.
8-حزب "تواصل" قام خلال الأشهر الماضية، بإختيار رئيس جديد له هو محمد محمود ولد سيدي، بعد أن أشرف على تأسيسه وقيادته لمأموريتين محمد جميل ولد منصور
أما غير هذه الأحزاب الآنفة الذكر، فإن قادتها هم أنفسهم الذين أشرفوا على مرحلة التأسيس، دون أن يتم تنظيم أي تناوب داخلها، بل إن مؤتمراتها يتم تأخيرها إلى أجل غير مسمى وبعضها لا يوجد في "أجندته" تحديد لمأمورية "الرئيس"، وهو ما يطرح التساؤلات حول خلفية غياب التناوب على قيادة الأحزاب السياسية في موريتانيا؟؟؟؟.