هناك أسباب وجيهة تجعلني أتضامن مع الدبلوماسي المرموق باباه سيدي عبد الله في قضية منعه من تجديد جواز سفره - إن صح المنع فعلا-، وهذه الأسباب منها:
لأنه - أي باباه- مواطن موريتاني من الدرجة الأولى، له كامل الحقوق، وعليه كامل الواجبات تجاه وطنه، فيجب منحه حقوقه كاملة غير منقوصة، وأبسطها تمكينه من وثائقه المدنية، وفي المقابل عليه - كأي مواطن- الوفاء بواجباته تجاه وطنه، ولست مخولا بتقييم مدى وفائه بذلك، طبعا مع العلم أن موالاة النظام الحاكم في أي بلد ليست واجبا للوطن على مواطنيه، كما لا ينبغي أن يجرمن أحد شنآن نظام على أن يسيء إلى وطنه بأي طريقة كانت.
السبب الثاني الذي يجعلني أتضامن مع الأخ باباه في هذه القضية هو سبب جهوي، وهو أنه ابن مدينتي -مدينة كيفه الحبيبة-، ولو أنهم بدؤوا مؤخرا التنكر لهذه المدينة، والبحث عن جذور في مدينة أخرى، ولعلي هنا أسأل الدبلوماسي باباه متى كانت آخر مرة زار فيها مدينته كيفه..، وكم خصص من مساحة في تدويناته، ومقالاته للحديث عن العطش في هذه المدينة..؟؟.
ولكن في المقابل، لا يسعني إلا أن أتساءل - ببراءة- ما النتيجة التي يحصل عليها النظام في موريتانيا بمنعه التجديد لجواز سفر الشنقيطي، أو باباه، أو أي مواطن آخر..؟؟، ألا يجر مثل هذا الإجراء انتقادا كبيرا للنظام، داخليا، وخارجا هو في غنى عنه، وفي المقابل تستغله تلك الشخصيات المعارضة للنظام لحصد الدعم، والتضامن معها في الداخل، والخارج.. إذا منطق السياسة، وسياسة المنطق يؤكد أن النظام الموريتاني لن يسعى لعرقلة حصول أي معارض على جواز سفره، خاصة وأن هذا المعارض قد يحصل على جواز سفر ببساطة من دولة أخرى، قد تكون مستعدة لمنحه أكثر من جواز سفر، بعد أن منحها هو أكثر مما منح لموريتانيا.. خاطب العقلاء بما يــُعقل!!!!.
من المعلوم أن وكالة الوثائق المؤمنة - ولست هنا للدفاع عنها- تفرض ضوابط صارمة للحصول على الوثائق المدنية، وهناك آلاف المواطنين لم يتمكنوا حتى من مجرد إثبات وطنيتهم، والحصول على بطاقة تعريف وطنية، ومع ذلك لم نجد من معارضي الخارج من يتحدث عن مأساة هؤلاء، بينما يضجون عندما يتأخر تجديد جواز سفر أحدهم، وكأن تأجيل رحلة من بلد إلى آخر، أهم من معاناة حقيقية يعيشها الآلاف من المواطنين الذين لم يتمكنوا من الحصول على بطاقة تعريف وطنية، والتي باتت الحياة مرتبطة بها بشكل كامل..!!!.
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني بإلحاح هنا هو.. لماذا لا يقوم نظام ولد عبد العزيز بمنع جميل منصور، وأحمد ولد داداه، ومحمد ولد مولود، بل وبيرام ولد اعبيدي، منعهم من جوازات السفر، خاصة وأنهم أكثر شراسة في معارضة النظام، وأكثر تجولا في دول العالم لتشويه صورة النظام، مادام النظام يعاقب معارضيه بسحب جوازات سفرهم.. مرة أخرى خاطبوا العقلاء بما يــُعقل!!.
وبناء على ما تقدم أتساءل، أو أسأل بالأحرى: هل بات الحديث عن الحرمان من جواز السفر "موضة" سياسية لدى معارضة الخاج حصرا، طالما أن معارضي الداخل لم يستخدموا هذا الأسلوب؟؟.
كامل التضامن.
من صفحة الأستاذ، والصحفي: سعدبوه الشيخ محمد على فيسبوك.