يخلط أغلب النشطاء السياسيين و الحقوقيين سلبا عن قصد او جهل بين حقيقة عروب لحراطين و بين قضية الرق او العبودية كما يصطلح عليها البعض خطأ في موريتانيا .
معللين ذلك بأن العروبة سبب في العبودية أو الإسترقاق أو أن الإسترقاق في موريتانيا هو نتجية لتمسك لحراطين بعروبتهم و بحثهم في هويتهم و إنتمائهم او حاصل سعي من جهات معينة إلى تعريبهم و هم العرب ثقافة و إنتماء .
و هي مغالطات خطير على قضية لحراطين أولا و على الأرقاء ثانيا و على السلم الإجتماعي و النسيج الوطني الذي نحلم به و نسعى من خلاله إلى الحرية والكرامة و العيش الكريم .
عروبة لحراطين عموما لا تلغي ما تعانيه هذه المكونة العربية التليدة من حيف و غبن و تهميش .
كما أن عروبتهم لا تنافي حقهم الأصيل و حق نخبهم و حركاتهم و نشطاءهم في الدفاع عن حقوقهم المشروعة في الحرية و العدالة و المساواة بل أن عروبتهم إن لم تكن عاملا لبلوغ ذلك الهدف لن تكون عائقا دون تحقيقه .
كما أن هذه العروبة لا تناقض بأي حال من الأحوال حقيقة ظاهرة الرق الكونية و حالة الإسترقاق الوطنية التي نلاحظها و نعيشها عند القوميا الأربع المكونة لنسيج الأمة الموريتانية ( الفلانية و الصونوكية و العربية و الولفية ) .
بل إن مكونة لحراطين العربية شأنها شأن مكونة البيظان منها من لم يعش الإسترقاق يوما و منها من مارسه بجميع صوره و أشكاله مثل الأسر الأرسطوا قراطية الإقطاعية الاستعبادية الحرطانية عبر التاريخ .
و الحالة ذاتها تنطبق و بشكل أبشع على المجموعات الإجتماعية الفلانية و السونيكية و الولفية التي تمارس الإسترقاق على بني عرقها و نسبها و قبيلها الذي يتحمس البعض إلى الإنتساب له عرقيا ليس في الحياة فقط بل أن تلك الممارسة تستمر عندهم إلى ما بعد الممات .
لذا وجب الفصل كليا و نهائيا بين عروبة لحراطين و قضية الرق في موريتانيا .
و كذلك بين غبن لحراطين و تهميشهم و إنتماءهم و حالة و صراع القوميات ( الفلانية و السونوكية و الولفية ) الوجودي المشاركاتي في المجتمع .
فلا عروبة لحراطين هي سبب إسترقاق جلهم تاريخيا في موريتانيا و لا إنتماءهم للزنوج و تنكرهم لهويتهم الثقافية و الاجتماعية سيخلص بقيتهم و أغلب رقيق الزنوج من داء الإستراق .
هنا وجب معالجة حالة الغبن و التهميش و الإقصاء التي يقبع فيها لحراطين لعوامل عديدة " ذاتية و موضوعية و تاريخية و سيسيولوجية و بنيوية وتنظيمية و إقصائية " بعيدا عن مسألة الهوية و حالة التجاذب و الإستقطاب المجتمعي في موريتانيا .
كما أنه من السذاجة و السطحية الخلط بين قضية العبودية المتراجعة في موريتانيا " بفعل النضال تشريعيا و قانونيا تعليميا و ثقافيا حضريا و مدنيا " و قضية لحراطين المعقدة و المستفحلة و المتفاقمة بفعل أداء السلط و الأحكام المتعاقبة سياسيا و إجتماعيا ثقافيا و إقتصاديا و ديمغرافيا و إستشرافيا .
و عليه سنظل ندافع عن عروبة لحراطين مكمن عروبتنا كما ندافع تماما و بنفس القوة عن جوهر قضينا و باكورة نضالنا الرق بجميع صوره و أشكاله القديمة و الحديثة مربط مجدنا و عزنا وشرفنا .
و لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على ربي .
نقلا عن صفحة الجكتور السعد لوليد