أثار شعار الدولة التركية أو “رابعة التركية” كما يسميه بعضهم، الذي رفعه الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان في قصر “قرطاج” خلال لقائه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، جدلا في تونس، حيث انتقد بعضهم استغلال الزعيم التركي لهذا المكان لتوجيه رسائل سياسية تؤكد تأييده لتنظيم “الإخوان المسلمين” والتضامن مع ضحايا “مجزرة رابعة” في مصر، فيما دعا آخرون وسائل الإعلام إلى عدم تضخيم الأمر وتقديم قراءة مغلوطة لإشارة معروفة تؤكد وحدة الدولة التركية.
وتناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي صورة للرئيس التركي وهو يحيي الصحافيين خلال لقائه الرئيس التونسي في قصر “قرطاج” مستخدما التحية المعروفة التي عادة ما يكررها في مناسبات رسمية.
وأثارت الصورة جدلا في تونس، حيث تساءلت بعض وسائل الإعلام “هل رفع أردوغان شعار رابعة في قصر قرطاج؟”، وجاءت الردود متباينة من قبل مستخدمي المواقع الاجتماعية، حيث اعتبر عدد من النشطاء أن “التحية” تمثل إساءة لتونس خاصة أنها في مكان يمثل رمز السلطة في البلاد. واعتبر آخرون أنها “رسالة” للإمارات التي تدعم بعض الأطراف في تونس وتعيش حاليا أزمة مستمرة مع السلطات التونسية”، فيما دعا آخرون إلى عدم تضخيم الموضوع، مشيرين إلى أن هذا الشعار هو رمز لحزب “العدالة والتنمية” التركي الذي يرأسه أردوغان.
وكتب الباحث سامي براهم “سنحتاج إعلاميين متخصّصين في السّيميولوجيا (علم الإشارات) لتحليل مغزى حركة الأصابع!”، في محاولة لانتقاد تركيز وسائل الإعلام على “حركة يد” أردوغان وتجاهل الأوضاع المتردية في البلاد.
وسبق لأردوغان أن استخدم هذه التحية أو الشعار في مناسبات عدة، أبرزها عقب فشل “الانقلاب” الأخير في تركيا، وهو ما دفع بعضهم للقول إن الزعيم التركي يسعى للتضامن مع ضحايا “مجزرة رابعة” وانتقاد النظام المصري، إلا أن السلطات التركية أكدت مؤخرا أن الشعار يمثل الدولة التركية التي تقوم على أربع دعائم هي “علم واحد، أمة واحدة، بلد واحد، حكومة واحدة”.