لم يخف رئيس حزب «تواصل» الموريتاني المعارض، محمد جميل ولد منصور، عدم وجود توافق داخل حزبه بشأن الشخصية المرشحة لخلافته على رأس هذا الحزب المصنف ضمن التفريعات السياسية لحركة الإخوان المسلمين.
غير أن ولد منصور بدا واثقا من تماسك حزبه كمؤسسة سياسية تقوم على نظام التناوب المنتظم على القيادة وفق النظم الديمقراطية العصرية؛ إذ تركزت معظم تساؤلات الصحفيين له خلال حفل ختام السنة الميلادية الذي نظمه حزبه على شرف الإعلاميين، حول موضوع انتهاء عهدته ومدى جاهزية بقية القيادات لتأمين انتقال سلس للقيادة دون اهتزازات أو ربما انشقاقات قد تضعف الحزب أو تفضي إلى انهياره كما حدث لتشكيلات سياسية أخرى كانت بمستوى حضوره أو أوسع انتشارا. ولا يستبعد المراقبون أن يؤدي خروج ولد منصور من رئاسة "تواصل" إلى برموز صراعات داخلية ظلت بعيدة عن الأضواء إلى السطح؛ مرجحين أن تتحد تلك التجاذبات في تنافس حاد جدا بين الجناح الذي ينتمي له الرئيس المنصرف، وبين آخر يتصدره الإعلامي أحمد ولد الوديعة.
وتبدي قوى داخل الحزب قلقها الشديد من احتمال انتصار الجناح الأخير (الصقور) بما يدفع إلى إقامة تحالفات سياسية مع أطراف ينظر لها بالكثير من الريبة والتوجس من قبل غالبية القواعد الحزبية وكذا من طرف الرأي العام الوطني؛ مثل حركة "فلام" وحركة "إيرا".
توجه يبدي الجناح المنافس (الحمائم)، الذي ينتمي له ولد منصور، وزعيم المعارضة الديمقراطية الحالي، الحسن ولد محمد، صلابة وتصميما على الوقوف في وجهه؛ خاصة وأن هذا الأخير يتوفر على حظوظ واسعة لتولي رئاسة الحزب ما بعد الرئيس محمد جميل، لعل في مقدمتها حرص أوساط واسعة داخل الحزب على رفض احتكار قيادته من قبل جهة بذاتها.