وأنا - كعادتي اليومية - أتصفح عناوين المواقع الإلكترونية الوطنية لم أجد مبررا لعنوان يقول (موريتانيا: تفشي الفساد الفاحش في قيادة أركان الدرك و الإدارة العامة للأمن الوطني ) عجبا لهذا العنوان الذي لم يراع كاتبه إلا ولاذمة لحماة الوطن والساهرين على أمن وأمان العباد والبلاد.أولئك الذين يستحقون منا أن نرفع لهم القبعة احتراما وتقديرا وعرفانا بجميلهم ، يشهر البعض أقلامه للنيل منهم ومن كرامتهم ، وتمزيق أمجادهم ،وتقزيم أدوراهم العظيمة.
أليس حريا بنا على أن نكف أذانا على الاقل عن من يتعرضون للأذى من أجلنا ..؟ أليس من المشين أن نبصق فى الوجه المشرف لنا ونعض اليد التى تمسح عن وجوهنا ، من أمثال اللواء/ محمد ولد مكت المدير العام للأمن الوطني الذي أثمرت سياساته المتعددة فى قطاع الأمن، الأمر الذى كان له تأثير كبير على تراجع الجريمة ،وقطع الطريق على تجار المخدرات ، بل أكثر من ذلك تطوير القطاع و التركيز على ترقيته وتأهيله بشريا ولوجوستيا من خلال عدة إستراتجيات من أهمها صندوق الشرطي على سبيل المثال لا الحصر.
إن حرية الكلمة التى نمتلكها هي نعمة إذا لم ننتبه قد يحولها البعض إلى نقمة ، وإنى لأرى بوادر ذلك تلوح فى سماء بعض المواقع الإلكترونية الوطنية، وهذا أمر لا يحتاج الى كبير ملاحظة ليدرك، فتنامي النزعة الهجومية الهمجية فى هذه المواقع ،وإتباع سياسية التموقع والتخندق ، أسف بالكلمة أيما إسفاف ، وابتذل حريتها وأهدر شرفها ،فكم من موقع الاكتروني – لحسابات خاصة- رفع وضيعا ووضع شريفا ،غيرعابئ بالتأثيرالوخيم لهذا النهج ، الذي أصبح للأسف الشديد مصدر رزق بعض أرباب الاقلام .
إن نبل الإعلامي ومهنيته يجب أن تظل أسمى وأجل من المغريات المادية والمفاهيم الضيقة التى يبدو أنها أصبحت اللغة التى يتحدثها الكثير من أصحاب المواقع فى زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى المصداقية والموضوعية، والبعد كل البعد عن وحل وأدران الرذالة الإعلامية .
مرة أخرى أشد على يد القائمين على أمننا الساعين الى نشر طمأنينة النفس وراحة البال، فصدقوني أنتم من يستحق التحية ويقدرها حق قدرها،ولا أجد عذرا لمن لا يحفظ لكم الجميل أحرى لمن يتهمكم زورا وبهتانا وينفث سمومه ليفت من عزائمكم ، فمرة أخرى معذرة لكم ألف معذرة .
حفظ الله موريتانيا وأبقانا وإياكم مخلصين لها ./بقلم سيدي أحمد ولد محمد .