بينما كان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز في قاعات، وأروقة الأمم المتحدة يدافع عن مصالح موريتانيا، ومكانة شعبها بين الأمم، ويشرح سياستها، ومقارباتها الأمنية الرائدة في المنطقة، كان بضع أشخاص من الجالية الموريتانية في أمريكا يرفعون أعلام دولة قطر أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، ويرددون عبارات بذيئة، وجارحة، يتحدثون عن الاستفتاء الشعبي الأخير في موريتانيا، ويريدون من نيويورك أن يصادروا أصوات سكان عرفات، وتفرغ زينه، وأمرج، وكرمسين، وول ينج... يتحدثون عن موريتانيا، وكأنها ذلك البلد المكبوت، متناسين أن بلدهم يتصدر محيطه العربي، والإفريقي في الحريات العامة، والفريدة، وحرية الإعلام بشكل خاص.
والمفارقة العجيبة، أنه في الوقت الذي يحتج فيه هؤلاء ضد الرئيس ولد عبد العزيز، ويصفونه بالدكتاتوري، كانت الأطراف الدولية تحتفي به في مقر الأمم المتحدة، وتحرص على الاجتماع به، وعلى رأسها الأمين العام للأمم المتحدة، ومدعية محكمة العدل السامية، وزعماء دول أوربية، وإفريقية كثر، واللافت أن المحتجين - على قلتهم- كان من بينهم مواطنون من بلدان عربية، وآسيوية، أو على الأقل ليسوا موريتانيين، خاصة النساء - كما هو واضح من الصورة-، وتم رفع شعارات رابعة، رمز الإخوان المسلين، وهو ما يؤكد أن الوقفة كانت مختلطة الأهداف، والشعارات، والمشاركين كذلك، وليست موريتانية صرفة.
يتحدثون من نيويورك عن قمع دولتهم، ويتناسون أن المواطنين الأمريكيين السود يـُسحقون، ويـُقتلون بالرصاص بدم بارد على يد رجال الشرطة البيض، وفي وضح النهار، كان الأولى بهؤلاء أن يطلبوا لقاء رئيسهم محمد ولد عبد العزيز خلال وجوده في نيويورك ليستمعوا منه مباشرة عن واقع بلدهم، بدل القيام بخطوة استعراضية، هدفها تسجيل موقف لا أكثر.
وكانت الجالية الموريتانية في الولايات المتحدة الأمريكية قد نظمت استقبالا خاصا لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، رفعت خلاله صوره، والشعارات المرحبة به (انظر الصور).