كم هو مؤسف أن دولة السنغال المجاورة لم تسفر بعد عن وجهها الحقيقي تجاه موريتانيا، فلم يعد عداؤها خفيا كما تظن، حيث أثبتت أنها تحمل في أفعالها الضغائن والمكائد الجلية ضد دولة موريتانيا، فللمرة العشرين تفعلها الدولة السنغالية وبكل جرأة تفتح ذراعيها لأي عابر سبيل يحمل في قرارته عداوة للجمهورية الاسلامية الموريتانية أو طريد عدالتها، فأين الأخوة والصداقة؟ فلم تبق للصداقة بين الشقيقتين عروة وثيقة تمسك، والجارة الجنوبية هي البادئ، والبادئ أظلم كما تقول العرب ـ حين استضافت وفتحت ذراعيه للحقوقيين الآمريكيين المرفوضين من قبل موريتانيا لأنهم جاؤوا يحملون برنامجا مسبقا لا يخدم الوحدة الوطنية الموريتانية، وتم إقراءهم في دكار بما تشتهي أنفسهم، ولحق بهم من لحق بهم من أعداء موريتانيا، حتى ظهر في استقبالهم بعض المطلوبين من طرف العدالة الموريتانية وهم يرقصون على أوتار التحدي و الجرأة، ولم يكتفوا بذلك بل جلبوا بعض النساء السنغاليات وألبسوهم ثيابا ملاحف موريتانية الطبع أعجمية المظهر ليمثلوا دور أرقاء موريتانيين يقطنون هناك ليستدلوا بذلك على وجود الرق في مورتيانيا من هناك بمسرحية سيئة الإخراج، فكيف تصمت دولتنا عن ذلك؟
فها هو بيرام ولد الداه ولد اعبيد يحرك المياء في دكار بخطابه الأعرج مشيرا إلى أن الوفد الآمريكي قصد التوقف في دكار بعد تسفيره من موريتانيا، حيث اجتمع ببعض الحقوقيين أدعياء الدفاع عن حقوق الانسان.
أما الحاضر فيشهد أن موريتانيا تظل في ظلالها أعدادا كبيرة من أبناء الجارة الجائرة، جاؤوا بحثا عن لقمة العيش وعن الاستقرار، فرحبت بهم موريتانيا وفتحت لهم ذراعيها، حتى بلغت بهم الجرأة أن صاروا يزاحمون أبناء الشعب في الوظيفة وفي اللقمة وفي المسكن، في حين تتجرأ دكار على إنشاء حبشة جديدة لا تغلق أمام عدو لموريتانيا، فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟
وحين نعود للتاريخ السنغالي فبئس المرتع الوخيم، ذلك الذي يبدأ بماض كانت فيه العاصمة السنغالية محطة مركزية لبيع العبيد يوم كان المستعمر يجلب الإماء إلى العالم بأسره، فبأي وجه تعيرنا بالرق ؟ وكيف تملك الجرأة على ذلك؟ هل دعاها الارتماء في أحضان الغرب إلى الإساءة للجيرة والصديقة؟
ورغم كل ذلك سيبقى الشعب الموريتاني متماسكا وقويا، ولن يرضى الضيم ولا الإهانة في وطنه، ولئن رضت الحكومة الموريتانية بذلك تحت أية ذريعة.
ويرى بعض المراقبين أن الدولة الموريتانية كانت تملك علاقة طيبة مع الجارة الجنوبية، إلا أنه منذ قدوم رئيسها الجديد ماكى صال أصبحت تثير غبار الريب في طريق الصداقة، وتستهين بموريتانيا وبمكانتها، وهو أمر مرفوض تماما .
لقد أصبحت الدولة الموريتانيا مطالبة بوضع حدود لجراءة الجارة الجائرة، ومطالبتها بتسليمها جميع المطلوبين من العدالة الموريتانية، وإلا فمن حق موريتانيا أن تطرد جميع السنغاليين القاطنين في موريتانيا، حتى تشعر دولة سنغال بشيء من فضل موريتانيا عليها، وتلمس شيئا من مر ما تفعل لموريتانيا من ظلم واستهانة لا تقع بين الأخوة والأشقاء.
أحمد سالم ولد محمد