ياباباه .. متى كانت الجمهورية صفر ؟!!! بقلم/محمد فاضل الهادي

ثلاثاء, 08/22/2017 - 03:23

حنانيك عبد الله فليس كل ما تراه صفرا يكون لا شيء و ليس كل ما تكتب عنه سلبا يكون سلبا، و ليس الزمان زمان التلاعب بالأرقام، فذاك العهد ولى إلى غير رجعة.
قد صفرت أحلامنا و زودت عدونا بكلمات يندى لها الجبين عن قائد لم نعرف له مثيل، وجدنا تحت الصفر و انت إذ ذاك من أعوان النظام فحولنا من حضيد إلى نضيد و أكسانا حلة الحرية و عباءة الكرامة و ألبسنا قميص العزة و الشهامة.
لو كانت جمهورية صفر لما كان صهيون خارجها، و كنت أنت في جلباب النظام الذي جاء بصهيون إليها، فلا غرابة أن تقول عنها اليوم صفر في حين كنت فيها و كان بنوا صهيون يتجولون بأزقتها و شوارعها يتبادلون أطراف الحديث حول قصصهم الاجرامية حين كانوا يغتصبون بنات فلسطين ثم ما يلبثوا أن يغازلوا بناتنا على جنبات الطريق و أمام الثانويات و الجامعات، فلعلك كنت تمر عليهم و انت في سيارتك الفارهة و تبتسم بكل “دبلوماسية” راد لهم التحية.
لو كانت جمهورية صفر ما كان لك أن تهاجم قائدها، أم أنك عدمت الرياضيات كما عدمت الاخلاق و المروءة في أهلها، أم أنك عدمت فيها كل شيء، حتى ترابها حذفتها من خريطة العالم، لو لم يكن نغَصَ عيش صاحبك الهارب و أصحابه المطرودين بأفواه مآذن الإسلام على جنبات كل طريق يمر به سحرا كهل يسبح بحمد ربه مرتادا مسجدا يتضرع إلى الله فيه اللهم احفظ ولاة أمورنا و لا تول امورنا شرارنا و لا تؤاخذنا بذنوبنا و لا بذنوب غيرنا و لا بما فعل السفهاء منا.
لو كانت جمهورية صفر لما كان العرب يجتمعون تحت خيمة فيها بنيت لاجلهم لأول مرة في تاريخها، فأين كانت دبلوماسيتك و عبقريتك و فكرك حين كنت هنا ؟
لو كانت صفر لما كان مطارها الدولي مفخرة لكل من حولها و من يراها رأي العين ….
لو كانت صفر لما كان جيشها يحمي الوطن و يساهم في حماية البلدان الأخرى و لما كان يعود كل مرة مظفرا بالنصر …..
لو كانت صفر لما كان سكانها ينامون بسلام من الله، أم أنهم لم يخبروك بذلك.
لو كانت جمهورية صفر لكان عدد الأجانب المجنسين فيها من قبل نظامك البائد، الذي كنت تعزف له الالحان، لا يزالون ينهبون خيراتها، و لما كان كل مواطن فيها حرا طريقا، و لما كان علماؤها و دعاة الدين فيها يزاولون انشطتهم بعدما أن حرمهم نظامك البائد و سجنهم و انت من انت حينئذ.
لو كانت صفر لما حلت نزاعات إقليمية عجزت الجيوش عن حلها ….
لو كانت صفر لما كنت تخرج جواز سفرك البيوميتري بمعنويات مرتفعة ….
لو كانت صفر لما كنت تراها فرؤية المعدوم محال قطعا ….
يا باباه إن من يكتب قدحا في وطنه من أجل مكانة آنية يتمتع بها كفرد في دولة شهد لها القاصي و الداني بضلوعها في الإرهاب لا يستحق أن يسمى مفكرا و لا أن يحمل صفة دبلوماسي لا سابق و لا لاحق.
لقد جعلك وطنك الثاني تسيء لبلدك و أبناء بلدك و لكن لو تبادر لك يوما من الأيام أن تقول كلمة واحدة في أمير قطر فأنظر ما سيحدث لك، و أنظر كيف أنك تفعل فعلتك هذه ثم تجد نفسك دائما مقبولا فصدق القائل : الوطن غفور رحيم.
ذ/ محمد فاضل الهادي