عكفت الجزائر على إعادة كتابة تاريخها الذي دنسه و دلسه الغزات الفرنسيين و أعوانهم ، و خصصت وزارة بكاملها للشهداء و المجاهدين و أبناء الثوار، تقديرا و تعظيما و عرفانا للدماء التي سالت على أرض المليون شهيد في ثورة القرن ، منح العراق إمتيازات تفضيلية لأبناء الشهداء في المعاهد و الجامعات و تكفلت الدولة برعاية و نفقة عوائل شهداء ثورة العشرين ضد الإنجليز و الثوار ضد الحكومات الملكية العميلة ، خلد الفلسطينيين و السوريين و للبنانيين ثوارهم و أبطالهم و حركاتهم التحررية و النضالية و أقاموا لهم تماثيل و وشحوا بصورهم جادات الشوارع و واجهات المؤسسات ، عكف الألمان على إعادة كتابة تاريخهم بعد الوحدة و ذهبت فرنسا نفس المذهب و أطلقوا لقب " les collabos " على المتعاونين و العملاء ، و أقاموا نصبا تذكارية للجندي المجهول تجب زيارتها و تحيتها من طرف كل زائر رسمي لأوطانهم و مدافن للعظماء الخالدين من فلاسفة الأنوار و قادة الثورة و ضباط جيوش التوسع و الاحتلال ، أطلق الأمريكيون و اليابانيون و لفييتناميون ألقاب و أسماء قادة حروبهم و ثوراتهم و كفاحهم المسلح و نضالهم من أجل الحرية و الإستقلال ، على مدنهم و شوارعهم و أساطيلهم البحرية و الجوية و فخر صناعاتهم الحديدية و البترولية و تغنى بأمجادهم تلك أشبالهم و أجيالهم للاحقة عليها في مدارسهم و معاهدهم و جامعاتهم و مؤسساتهم الرسمية ، قتل الفلسطينيين و أعدموا في حركات ( المقاومة و منظمات التحرير ) العملاء و الخونة و المتعاونين مع الإحتلال شر قتلة و سحل السوريين و العراقيين و المصريين المتعاونين مع الإنجليز و الفرنسيين و نفوهم من أرضهم ، ربط اليابانيون و لفيتناميون و الهنود رؤوس العملاء و المتعاونين مع الاحتلال الإنجليزي و الغزو الأمريكي داخل أكياس مع " أفعة الكوبرا " تنكيلا بهم و ليكونوا عبرة لمن إعتبر ، نظر لليبيون بإحتقار و إزدراء الى العملاء و المتعاونين مع الإيطاليين و أبناءهم نظرة تمنو لو إنشقت لهم الأرض من بعدها و أبتلعتهم وأداروا لهم الظهور و شاحوا عنهم بالوجوه ، قتل الأمريكان المتعاونين معهم من العملاء في أصقاع المعمورة و تخلو عنهم في قيعان المحيطات بحجة خيانتهم لأوطانهم و شعوبهم ، وحدها موريتانيا و موريتانيا فقط هي التي يطعن فيها في دماء الشهداء و بطولات المجاهدين و المقاومين ومآثرهم و تضحيات المناضلين و المكافحين و تاريخهم ، و يمجد فيها العملاء و المتعاونين و يستوزر أبنائهم ويستبعث أحفادهم و تحكم أجيالهم و تكرم عوائلهم و تعظم أفعالهم و سيرهم ، رحم الله الشريف ولد مولاي الزين و يوسف العظمة و ولد الديد و عمر المختار و و لد أحمد عيده و الشيخ أحمد سيكوا توري و حرمه ولد ببانه و الحاج عمر الفوتي و أسويدات و عبد القادر الجزائري و ولد مياره و الخلاني وبكار ولد أسويد أخمد و السعدون والدا أميسه و محمد سعيد و فودي جاكيلي ، وتحية إجلال و إكبار للجديرين بالحياة : نيكروما و بو ياكي عابدين و غاندي و ولد أحمد مسكه و نيهرو و ولد عبيد و عبد الناصر و ولد عمير و تشي و هيبه ولد همدي و فيديل و العميد بدر الدين و تيتوا والعنيد لاجي تراوري ، في زمن الإرتكاس و الخنوع و الإستلاب و التنمر و الجحود والعمالة وطمس الحقيقة و قطم الحق .... السلام عليكم .
من صفحة السعد ولد لوليد على الفيس بوك