لا شك أن المقاومة حدثت بالفعل هنا في موريتانيا، وأن جميع الشعب الموريتاني شارك في المقاومة بكل مكوناته الاجتماعية، ولا يمكن اختزال المقاومة في حمل السلاح، حيث توجد مقاومة فكرية جند أصحابها أدمغتهم وأقلامهم لخدمة الدين الاسلامي ونبذوا مطالب المستعمر ومقاومة وطنية أبى أصحابها إلا التمسك بهويتهم الاسلامية العربية وأصالتهم وعاداتهم التليدة، ويحق لكل لألئك أن يجدوا في علمهم حظا من تاريخ أجدادهم وماضيهم العتيق، ويفخروا بمقاومتهم.
وقد برزت منذ فترة قليلة أصوات خافتة لا يريد أصحابها سوى أن يثرثروا ويشحنوا وقتهم بالجدال العقيم، وكل حديثهم حول المقاومة من زاوية ضيقة وتطبع أحاديثهم الأنانية وتفوح بحب النفس، متناسين ما حدث إبان فترة المقاومة، ويقفون ضد التعديلات الدستورية التي جاءت لتمنح المقاومة جرعة من الاهتمام وتعيدها إلى الواجهة، حتى ينال أصحابها حظا من التكريم والاعتبار.
ومن العجيب أن نجد أناسا موريتانيين يشعرون بحساسية عميقة كل ما تم الحديث عن المقاومة، فتراهم يتذمرون ويولونك القفا، طبعوا على رفض أي فكرة غير صادرة من أذهانهم، وذلك جحد للحقيقة، وتبقى المقاومة حقيقة تاريخية راسخة.
كما نلفت انتباه الجميع إلى أن المستعمر خرج من موريتانيا دون أن يترك بها بنية تحتية أو مقومات تنموية، ولم يخرج الفرنسين بإرادتهم بل خرجوا مرغمين مكرهين، ما يثبت أن جميع طيف المجتمع ومكوناته بنيته الاجتماعية قد ساهموا في وقد جذوة المقاومة،فللجميع دوره الكبيرا في مقاومة المستعمر سواء اولائك الذين قاوموا بالفكر وأولائك الذين دافعوا بأرواحهم عن حوزة الوطن.
وهنا نشكر ولد عبد العزيز على انجازه الكبير لما أصر على تغيير دستور بلادنا خدمة لماضي الشعب الموريتاني جميعا وبدون استثناء، فقد أعطى قيمة للمقاومة، ستظل عالقة في جبين التاريخ، حيث أن ولد عبد العزيز استطاع أن يخرج تاريخ المقاومة من طيات النسيان، وتمت في عهده تسمية عدة شوارع بأسماء بعض شهداء المقاومة، بعد أن كانت توجد شوراع باسماء قادة عالميين مثل ـ شارع ديكول ـ شارع جمال عبد الناصر ـ منح ولد عبد العزيز مؤسس الدولة المختار بن داداه اسم شارع جديد، وأضاف شارعا باسم المقاومة وشارعا تحت اسم أحد زعماء حركة الحر السياسي مسعود ولد بلخير، كما أن ولد عبد العزيز هو أول من أنشأ إذاعة للقراءن الكريم وتلفزة للقراءن الكريم، وهيأة للفتوى والمظالم، ومنح الأئمة رواتب شهرية، وكل هذا ليس إلا خدمة للاسلام والوطن.
ولا نتذكر إنجازا للمعارضة الموريتانية سوى طلبها لولد عبد العزيز أن يسمي انقلابه بحركة تصحيحية، وهي أول مرة نشاهد فيها أحزابا سياسية تدعم الانقلاب بصريح العبارة وتقف بعد ذلك ضد ولد عبد العزيز.
كما نقدم شكرنا لأسرة أهل الشيخ سيديا، على دورها الكبير في المقاومة، ونضيف أن الشيخ والعلامة باب ولد الشيخ سيديا هو رجل عظيم صاحب حكمة وفضل، منح موريتانيا الكثير من النصائح وقدم لها الكثير ولا يمكن أن تذكر المقاومة ولا يذكر باب بن الشيخ سيديا، حتى أن باب بلغ درجة من العز والشرف لا يضره بعدها حقد حاقد ولا نقد ناقد، وهنا نطالب بإنشاء شارع باسم الشيخ باب ولد الشيخ سيديا، حيث يرجع الفضل إلى أسرة أهل الشيخ سيديا في تطبيق العدالة في موريتانيا، فلولا العلامة والشيخ الفضيل باب ولد الشيخ سيديا لظلت الفوضى عارمة في موريتانيا، ولا يمكن لأي مواطن موريتاني أن يبلغ من الجرأة أن يذكر أهل الشيخ سيديا إلا بخير، اللهم إلا إذا كان مجنونا.
وفي الأخير نود أن نقدم جزيل شكرنا لهذا المواطن الذي رفع علم موريتانيا الجديدة قبل عيد الاستقلال، وامتثل أوامر رئيس الجمهورية وبدأ بنفسه قبل كل شيء.
اتلانتيك ميديا