احتفل الصحفيون الموريتانيون يوم الثالث مايو بالعيد الدولي للصحافة على غرار الصحافة العالمية, وخلدت الصحافة الموريتانية هذه المناسبة بأنشطة مختلفة حيث نظمت نقابة الصحفيين الموريتانيين أمسية احتفالية بمناسبة العيد الدولي للصحافة, وقد نظمت الأمسية المدعومة من طرف الوزرة الوصية على القطاع ( وزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني) تحت شعار: “دور الصحافة في توطيد السلم الاجتماعي” وقد حضر الحفل عدد من الصحفيين ورؤساء الأحزاب السياسية.
كما شكلت ذكرى الثالث مايو مناسبة أطلق فيها اتحاد المواقع الإخبارية الموريتانية ( حديث النشأة) أنشطته الإعلامية تحت عنوان:” الوصول إلى المعلومة تعزيز لحرية الإعلام” حضر الأمسية عدد من كبير من الصحفيين الموريتانيين, ويحل العيد الدولي للصحافة هذه السنة في ظل انقسام قوي داخل التكتلات والنقابات الصحفية في موريتانيا,ظهر جليا في تعدد الأنشطة المخلدة لهذه الذكرى والتي كان الأولى أن تكون مناسبة لتوحيد الصفوف واتحاد المواقف من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الصحافة في البلاد, ولعل من أسباب هذه الخلافات هو أن الصحافة الموريتانية تستعد لإجراء انتخابات داخل أكبر تكتل صحفي في البلاد, وهو نقابة الصحفيين الموريتانيين والتي ستنظم مؤتمرها يومي 21_ و22 من الشهر الجاري, وهو مؤتمر كان قد أجّل عدة مرات بسبب خلافات بين المرشحين لمنصب النقيب حول استقبال المنتسبين الجدد للنقابة قبيل المؤتمر, كما عصفت تلك الخلافات بوحدة المكتب التنفيذي للنقابة, وجعلت الخلاف يخرج عن نطاقه الودي ليصل إلى أروقة العدالة الموريتانية قبل أن تنجح جهود بذلت من أجل إبعاد الخلاف عن دوائر القضاء, وينتظر منتسبي الحقل الإعلامي في موريتانيا من الهيئات الصحفية أن تبرز مشاكل الحقل وأن تضعها نصب أعينها بعيدا عن الصراعات التي تؤججها المصالح الضيقة والأيدلوجيات الفكرية والسياسية, وأ ن تعمل على الاستفادة من الحرية التي تتمتع بها الصحافة في البلاد, خصوصا أن موريتانيا تربعت هذه السنة للمرة السادسة على التوالي على عرش الصحافة في الدول العربية في حرية التعبير حسب تقارير المنظمات الدولية المهتمة بهذا المجال وخاصة منظمة مراسلون بلا حدود, وشهدت السنوات الماضية منذ تحرير الفضاء السمعي البصري إقبالا كبيرا على مهنة المتاعب من قبل الشباب الموريتانيين خريجي الجامعات وغيرهم , وقد ساهم في هذا التدفق الغير المسبوق على هذه المهنة افتتاح عدة قنوات وإذاعات خاصة بعد تحرير الفضاء السمعي البصري, وهي قنوات أشرعت أبوابها في وجه من يرغب في أ ن يمتهن مهنة المتاعب, وقد شكل اعتبار كل من أتيحت له فرصة الولوج إلى هذه المؤسسات صحفيا مثار جدل قوي بين الصحفيين الذين التحق بهذا الحقل قبل تحرير الفضاء السمعي البصري عن طريق المؤسسات الرسمية الحكومية أوسائل الإعلام الأجنبية أوالاعلام الإلكتروني في موريتانيا, وقد برز هذا الخلاف للعلن خلال الأيام التشاورية لإصلاح الصحافة سنة 2016 والتي نظمت برعاية من الحكومة الموريتانية, وكانت تهدف إلى تنقية الصحافة من الدخلاء عليها, وهي أيام خرجت بتوصيات تعهدت الحكومة بتطبيقها, وقد ورد في هذه التوصيات اقتراح إنشاء تكتل نقابي يجمع كل الصحفيين وتذوب فيه كل النقابات و الاتحادات الصحفية في موريتانيا والتي تجاوزت حتى الآن عشر تكتلات صحفية, الأمر الذي قد يشتت جهود الصحفيين الرامية إلى إصلاح هذه المهنة .