زلزلت مواقع التواصل الاجتماعي زلزالها بوفاة الرئيس الموريتاني الأسبق اعل ولد محمد فال ، وأسال المدونون والشعراء والصحفيون مدادهم في تعداد مآثره وذكر شمائله وقد اخترنا نماذج من بكاء هذه النخبة على الفارس الذي ترجل .
الزميل عبد المجيد ابراهيم كتب على صفحته على الفيس بوك :
اعل ولد محمد فال ليس رئيسا سابقا فقط ...
ولا عقيدا متقاعدا فقط ...
بل هو أمة في رجل ...
هو الرئيس الذي تنازل عن السلطة ليكون استثناء ...
والعقيد الذي اغبرت قدماه وهو يدافع عن وحدة وطنه ...ليكون ثاني فارس من فرسان حرب إعادة التوحيد يرحل عن وطنه وهو في أمس الحاجة إلى حكمته وحنكته وشجاعته ...
اللهم ارحمه برحمتك الواسعة وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وألهمنا وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
أما الصحفي :
Mohamed Hreimou فكتب :
الرئيس الراحل والرئيس أحمد ولد داداه..
أكرمني الرئيس أحمد ولد داداه أطال الله عمره مرات بدعوات كريمة طيبة أثناء زيارات له للمغرب وبطبعه المتواضع كان يقبل مني بعض الأسئلة الخارجة عن السياق والفضولية..
حدث عن أن سألته مرة عن أكثر رؤساء موريتانيا بساطة و"ظرافة"، وأخذت أسمي له الرؤساء واحدا بعد آخر، في الحقيقة فهم الرئيس أحمد وهو الفطن قصدي بالسؤال وكان عن طبيعة كل شخصية حكمت المنتبذ القصي.
عندما سميت له الرئيس اعل ولد محمد فال رحمه الله أفرد له ولد داداه مساحة من الثناء والإعجاب وانتباها واضحاً، كان مما قال: هو رجل وطني من الطراز الرفيع، مثقف فخم وقارئ محترف ميدانه الثقافي فرنسي، ورغم عدم تمكنه من اللغة العربية إلا أنه كان شغوفا بها..
لفت انتباهي ما قاله الرئيس عن الرئيس، وأراد الله أن ألتقي الرئيس الراحل اعل ولد محمد فال بعد ذلك بسنة، لأكتشف طرازا نادرا من السياسيين، يشغله الوطن وهمه، ويقدر الشباب ويحترمه، واسع الأفق والباع..
لا بد لي من القول هنا بأنني لست أقول بأنه لم يكن جزء من نظام حكم موريتانيا عشرين عاما طبعت بالقمع، لكنني عندما ينتقل العبد إلى قاضي القضاة وملك الملوك أرى أن أحكام العباد عليه قلة ذوق وسوء أدب.. لذا غمرني شعوران اليوم وأنا أرى موريتانيا تعزي نفسها؛ شعور بالأسى لفقد البلد شخصية وازنة وسياسيا كبيرا وضابطا عسكريا فذا يشهد له بذلك القاصي والداني، وشعور بالغبطة لهذا النفس الطيب والخلق الرفيع الذي جعل الموريتانيين يتجاوزون كل خلاف أو مأخذ على الراحل داعين له بالرحمة والمغفرة.. لن أسمع بعد اليوم لعشاق الفتنة قولا فليس هذا بالشعب الذي تنمو فيه فتنة، وليست هذه بالأخلاق التي تفنى.
اللهم ارحم عبدك اعلي ولد محمد فال وتجاوز عنه وأدخله فسيح جناتك، وألهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
#تعزية_ودعاء
الأستاذ والشاعر محمد الأمين ولد الشيخ المصطف مزج في تعزيته بين الشعر والنثر وكتب :
قال الله جل وعلا: {كل نفس ذائقة الموت} وقال تعالى {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
بالمناسبة الأليمة، مناسبة وفاة رجل الدولة ومحب الصالحين، السباعي الشريف اعل ولد محمد فال رحمه الله وعفا عنه وتقبل منه صالح أعماله وأبدل سيئاته حسنات، أتقدم بالتعزية إلى أسرته الخاصة وقبيلته وشعبه.. باسمي وباسم والدي الشيخ أحمد الملقب أبتي ابن الشيخ المصطف.. وباسم القبيلة (أولاد أبييري) وباسم الشعب الموريتاني أجمع.
وأقتبس من تدوينة كتبها الدكتور أحمدو الراضي الجكني، وناهيك بعلمه وورعه .. (بشرى لمحبيه أن مات يوم الجمعة فمن مات فيها لا يسأل) اللهم ارحمه واغفر له واعف عنه وعافه وأخلفه من أهله وداره خيرا منهم واخلفهم فيه.. وأخلفهم منه، واخلفه فيهم بخير.. وأختم بهذه الأبيات :
دهم الموت ساحة المفضال@ الشريف اعل ذي الندى والمعالي@
رجل الدولة العظيم المفدى@ اعل نجل الرضى محمد فال@
من نماه أبو السباع فزانت@ دوحة المجد تاجهم بلآلي@
غير أن الفتى عليه الليالي@ ليس تبقي فلا يدوم بحال@ ليس يبقى إلا الإله تعالى@ ما سوى الله باقيا ذي الجلال@ رب فارحم واغفر ذنوب أخينا@ واشملنه بشامل الإفضال@ ولتصبر عياله وأهالي@ه وزنهم بسابغات جمال@ وعلى الهاشمي صل دواما@ بسلام وصحبه والآل.
أما الكاتب الموريتاني المقيم بقطر أحمد ولد محمد الحافظ فكتب في تدوينتين :
الفقيد أعل ولد محمد فال من بين النادرين من رجال الدولة الموريتانية الذين أتيحت لي فرصة لقائهم عن قرب.. أنهيت السنة الماضية كتابة شذرات عن ذكرياتي معه.. وعلى الرغم أنني كتبتها لنفسي فقط؛ فإنني قد أنشرها في يوم من الأيام.. مهما يكن؛ كان الفقيد رجل دولة.. كان خلوقاً.. كان هادئاً.. فإلى رضوان الله ورحماته
فعلا؛ يناسب الفقيد أعل ولد محمد فال وداع بحجم تأثيره في تاريخنا.. ليس من اللائق أن يدفن في هذه "الظلمة" وبذلك "الصمت"..! من حقه على دولته أن يشيع كأي عظيم.. وأن تتاح فرصة السير خلف نعشه لكل كبير يرغب في ذلك..!!!
=====
وللشعر الحساني كلمته في الراحل
الشاعر الإمام أحمد محمود الدنبجة ضمن في كاف أبرز الإنجازات التي شهدها عهد الراحل وقال :
اعل مشيتو نظيفه
ما همو يلعب بالدستور
ضاعف، والحكها ضعيفه،
لجور. إضاعف لو لجور
=====
المدونة Menal Mouhamed كتبت :
أصيبت موريتانيا في جندي بار، حمل روحه وهو يحارب تحت راية الوطن، يحمي وحدته و يصون ترابه، عقيد محنك مخلص و شجاع، تغمده الله برحمته..
اصيب الوطن، بأول رجل اعاد له الحلم الديمقراطي وخلصه من سنوات الركود و الجمود، فكانت الفترة الانتقالية احسن و احلم فترة في عهد موريتانيا الحديث، عمت الحريات وخلت السجون، نقحت القوانين، و زيدت الرواتب، شعر الموريتاني بالفخر و هو يشاهد اول مناظرة تلفزيونية في العالم العربي، و هو يشاهد اول انتخابات رئاسية من شوطين في العالم العربي، و تجرية ديمقراطية تبقى رغم كل المآخذ عليها، أهم تجربة عرفتها المنطقة و كانت ستفضي لموريتانيا أخرى لولا غدر 20088، فتقبل الله ذلك منه و اثقل به ميزان حسناته...
أصيب الوطن، في سياسي موريتاني آثر أن ينضم للمعارضة، فاثرى ساحات النضال بحنكته و رجاحة عقله و درايته بالسياسة و رصيد علاقاته، فعرض نفسه و مصالحه للحصار و المضايقات، فاللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة...
أصيب محبوا اعل الانسان و من يعرفون دماثة خلقه و رحابة صدره، و تواضعه رغم الجاه و المال، أصيب من يشهدون للرجل بالبرور و صلة المسلمين عامتهم و خاصتهم، فاللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسن أولئك رفيقاً...
اصيبت كل موريتانيا بابن بار محب و عقل فذ و شخصية معرفية و قيادية، فإنا لله و إنا إليه راجعون.
