صوت الشيوخ او اغلبهم على الاصح ضد توقعات الجميع وضد تيار الموالاة الجارف الذى ظهر منتشيا بنصره المؤزر فى تصويت النواب على التعديلات الدستورية اذ لم يكن اكثر متشائميه تشاؤما يظن الشيوخ سيفعلون فعلتهم ويسقطوا التعديلات .
لكن امواج الشيوخ جرت بما لا تشتهيه سفن الاغلبية ومن يحوم حولها ومن يدور فى فلكها واسقطوا التعديلات بالضربة القاضيه فى تجل فريد للديمقراطية الحقه وتجرد من عصى الحزبية وسيف الحاكم واكراهات المصالح فى الظاهر على الاقل وذاك مبلغ البشر من العلم
لكن هذا التصويت المعجزه هذا التصويت المفاجئ هذا التصويت العقابى صحوة الضمير هذه ايا كان النعت قد اصاب الاغلبية فى مقتل كما يبدوا حتى الان واحيى لدى المعارضة الامل فى انتصارات مجانية بالساحة السياسية الموريتانيه .
صحيح ان التصويت اسقط التعديلات وفتح الباب على الكثير من التأويلات وصحيح كذلك ان الاغلبية وأخواتها رأو فيه طنعة من الخلف لكن فى المحصلة قد تبدوا العملية برمتها مفبركة وما أصاب القوم هو مجرد نيران صديقة اضفت مساحيق على المشهد التراجيدى لتصويت الشيوخ ليأخذ الامر مسارا جديدا يُظهر خلاله حكام البلاد حنكة ولينا يرافقان خطب التعديلات لود الشعب فى النهاية ليكتمل المشهد وقد صودق على التعديلات بعد أن طرقت كل الابواب مستجدية مما يعطيها مصداقية أكثر .
لكن الذى بات يؤرق كل الموريتانين ويصيبهم بالحيرة والذهول هو تقاعس الشيوخ الذين أسقطوا التعديلات حتى الان عن الاعلان عن أسمائهم والخروج الى العلن علهم يعطوا الشعب درسا فى الديمقراطية ويبرهنوا أن ماحدث كان فعلا ديمقراطيا وحتى لايسجل عملهم الديمقراطى هذا باسم مجـــــــــــــــــــهول .