لأنهم وصفوا بأن رواتبهم الكبيرة إهدار للمال العام... لأنهم وصفوا بأنهم مجرد عقبة أمام تمرير القوانين... ثار الشيوخ ضد إرادة الشعب وصوتوا ب "لا" لتعديلات دستورية تعيد للأمة كرامتها وللشعب حقه في اختيار رموزه الوطنية... لأن التعديلات الجديدة تفرض على المنتخب أن يعمل في دائرته الانتخابية، وأن لا يكون التصويت عليه إعلانا عن منحه امتيازا يجيز له العمل التجاري بالعاصمة والهروب من واجبه المهني، بل ويفرض عليه أن يسكن ويعمل في الدائرة التي انتخبته وبين المواطنين الذين انتخبوه.. لأجل هذا ثار الشيوخ وصوتوا ب"لا" ضد تعديلات دستورية تفرض للمواطن حقه على الشيخ المنتخب... لكن الذي غاب عن الشيوخ هو أن إرادة الشعب لن تقهر... وأن أمامه فرضة للتصويت للتعديلات الدستورية عبر استفتاء شعبي يتيح الدستور للرئيس إجراءه وفقا للمادة 38 من الدستور الموريتاني التي تمنح الرئيس حق عرض القضايا الكبرى لاستفتاء شعبي... وسيصوت الشعب ل "نعم" بأغلبية ساحقة.. لتكون رسالة إلى الشيوخ أن موريتانيا تلتف حول رئيسها وتدرك أن التعديلات الدستورية التي طرحها للاستفتاء لا تصب إلا في مصلحة الشعب الموريتاني والشعب الموريتاني فقط لا غير... وحينها سيدرك الشيوخ بعد فوات الأوان أنهم ارتكبوا خطأ فادحا في حق الوطن وفي حق أنفسهم...
بادو ولد محمد فال امصبوع