لا أشارك البعض استغرابه ولا استنكاره للغة الركيكة والمنحطة التي ردت بها اللجنة الإعلامية لما يسمى المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة على بيان صادر عن مكتب رئيس نقابة التعليم العالي الذي ندد من خلاله باستغلال الساحات والمدرجات والفصول الجامعية للدعايات السياسية الرخيصة والمغرضة لما يترتب عليها من تشويش على أذهان الطلاب وجرهم إلى حرب سياسية لا ناقة لهم فيها ولا جمل بل إن المصيبة أن فعل المنتدى المنكر يصب في خانة جهود المتربصين ببلدنا الدوائر لعرقلة حاضره بعدما ساهموا فرادى وجماعات في استنزاف ماضيه ليواصلوا اليوم مساعي تضييع مستقبله من خلال تسميم أفكار ناشئته ... لا أستغرب البيان السوقي للمنتدى لمعرفتي بمن يقف وراءه ؛ فهم من لفظهم الكادر التعليمي الجامعي ــ وهو المحصن ضد الدعايات السامة التي مرد المنتدى على إطلاقهاــ واختار لقيادته غيرهم مما جعل المرضى النفسيين في المنتدى يتحينون الفرص لاتهامه والتقول عليه بالباطل لا لذنب اقترفه سوى أنه كان محلا وأهلا لثقة الأساتذة الجامعيين ... وفي ما حمله جديد انزلاق المنتدى هو محاولة جوقة إعلامه تبرير استغلال الحرم الجامعي لأغراض سياسية متذرعا بعذر أقبح من ذم هو التهجم على رئيس نقابة التعليم العالي التي تميز بيانها بالرزانة والحكمة رغم أنه جاء بدافع الغيرة على القلعة العلمية التي ينبغي بل يجب أن تظل جامعة (بالمعنى الحرفي للكلمة) فوق مستوى الصراع السياسي خاصة إذا كان الساعون إلى استغلاله هم عصابة من مرتزقة نظام التطبيع والقمع والتنكيل بالتلاميذ والأساتذة ... ولا أستنكر على النافذين في المنتدى اللجوء إلى هذا النوع من البيانات التي يهدفون من ورائها إلى ممارسة الإرهاب الفكري لتطويع الغيورين على هذا البلد ومؤسساته من خلال شيطنتهم وجعلهم عبرة لكل من تسول له نفسه القيام بمسؤولياته وواجباته سبيلا إلى إخراج الوطن والمواطنين من دوامة نصف عقد من غياب الرادع وقمع التواقين إلى دولة المؤسسات ... غير أن الناظر بتمعن إلى بيان المنتدى يدرك مستوى الإفلاس السياسي الذي ترزح وتئن تحت وطأته معارضتنا بعد اختطافها من طرف مجموعة من لصوص المال العام وخدام نظام التطبيع لتتوج مسار انزلاقها نحو المجهول بالهجوم على نخبة البلد وأساتذة جامعاته .
أحمد ولد الدوه