يتفاقم الوضع الأمني في الصحراء الغربية بعدما وجه الملك المغربي محمد السادس العلوي رسالة احتجاج الى الامين العام لهيئة الامم المتحدة أنتونيو غوتريس يحذّر فيها من “ممارسات استفزازية لجبهة البوليزاريو”. وكان رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز بدوره قد أعرب عن قلقه من تطورات ملف الصحراء.
وقال بلاغ للديوان الملكي المغربي نشرته وسائل الاعلام المحلية أن الملك المغربي حذّر غوتريس من مغبة تصرفات البوليزاريو التي تهدد اتفاق وقف إطلاق النار والاستقرار في الصحراء الغربية. وطالب المسؤول الاممي باتخاذ إجراءات للحد من هذه الممارسات. وفسر الملك هذه الممارسات التي تعود الى أكثر من شهر الى سعي البوليزاريو الى عرقلة عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي، وهو ما لم تنجح فيه.
ولم يصدر بيان عن الامم المتحدة حول تحذير الملك، ولم ترد جبهة البوليزاريو، واكتفى إعلامها ببث الخبر والتعليق عليه من قبل لجوء الملك الى الامم لمتحدة بعدما كان يتجاهل الهيئة الدولية.
ولم يحدد الملك المغربي “استفزازات البوليزاريو”، لكن على الأرجح يعود الى قرار جنود البوليزاريو منع شاحنات مغربية محملة بالبضائع تكون متوجهة الى موريتانيا وعليها رموز مغربية مثل الأعلام وخريطة المغرب التي تضم الصحراء الغربية.
وتقع هذه الاحداث في منطقة الكركرات الفاصلة بين موريتانيا والصحراء الغربية الخاضعة للمغرب، وتمتد على مسافة ثلاثة كلم، وقام المغرب بإنشاء طريق فيها خلال أغسطس /آب الماضي، وأرسلت جبهة البوليزاريو جنودا اعترضوا العمال المغاربة ومنعوهم من إتمام نشاء الطريق.
ويوجد الجنود المغاربة والبوليزاريو على مسافة تقل عن 200 متر، وتفصل بينهما قوات حفظ السلام المينورسو، وهذا يجعل تخوف حقيقي من حدوث مناوشات.
وقبل تحذير الملك المغربي للامم المتحدة بيوم واحد، حذّر رئيس موريتانيا محمد ولد عبد العزيز في حوار مع قناة فرانس 24 من مغبة ما يجري في منطقة الكركرات على استقرار الوضع في الصحراء والدول المحيطة.
ويوجد اتفاق لوقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليزاريو سنة 1991 تحت غشراف الأمم التحدة، لفسح المجال لإجراء استفتاء تقرير المصير. ويرفض المغرب تقرير المصير بعدما كان يقبله ويطرح الحكم الذاتي، وتهدد البوليزاريو بالذهاب الى الحرب إذا لم يستجب المغرب.