دأب الرئيس الانتقالي السابق على توزيع بياناته، بعد ترجمتها، حين تقوم الدولة بعمل تنموي وطني يريد التشويش عليه. واليوم في الوقت الذي تستعيد فيه الدولة سيادتها على الثروة السمكية التي ظلت نهبا للأجانب، يتخبط الرئيس الإنتقالي السابق في بيان مرتبك يحرض فيه نواب الشعب على التمرد...
يزعم مدير الأمن السابق الدفاع عن علم الإستعمار الذي جلبه من السنغال، كما جلب غيره، ولم يكن في يوم من الأيام نتيجة خيار وطني، وإنما ورثه الموريتانيون مع الحزب الواحد. هذه "الغيرة الجديدة" على العلم غابت حين وصف أحد السياسيين المتحالفين مع الرئيس الإنتقالي، العلم بأنه "اشريويطة" وفي ذلك ما فيه من الإهانة للعلم الذي "انصهرت فيه كل تضحياتهم وأمجادهم..."، وأحرق العلم، وديس عليه من قبل متظاهرين معارضين، ولم يحرك "الإنتقالي" ساكنا وفي ذلك دليل على أن العلم ليس سوى قميص عثمان يلوح به للتهييج مصارع طواحين الهواء في ساحة مسجد ابن عباس التي غدت شبيهة بساحة جامع الفنا؛ مليئة بالحواة والثعابين والنصابين والضحايا والسياح والمتفرجين...
فكلما بح صوت المعارضة، وأخلد شيوخها إلى راحة مستحقة ظهر "الانتقالي" عبر بيان مترجم يستنسخ بياناته السابقة. ويبدو أنه مل استنهاض معارضة احتفت به في البداية طمعا في ماله، فلما علمت أن المال في حرز مكين عند "مَّا"، لفظت "الانتقالي"، إلى هامشها. لذلك لجأ "الانتقالي" في بيانه الأخير إلى النواب يحرضهم على التمرد!!!
سيمر البيان، مثلما مرت البيانات السابقة في تجاهل تام ممن وجه إليهم، ويختفي "الانتقالي" شهورا عديدة ليظهر من جديد محرضا المواطنين على التصويت بالبطاقة البيضاء ليتراجع تحت ضغط ضباط وطنيين جاؤوا به إلى السلطة وأخرجوه منها...