بعد ما فشلت سياسة الاستهداف الممنهج ضد الحكومة، والتحامل على الوزير الأول، وإهانة قادة الجيش، والأمن، وتقزيم دور الحزب الحاكم، بعد فشل ذلك كله في جلب انتباه، أو تحقيق أهداف ولو مؤقتة، قررت وسيلة إعلام "السفور" استهداف رئيس الجمهورية مباشرة، وفي الوقت الذي يعترف فيه الجميع، في الداخل، والخارج بالدور الريادي لولد عبد العزيز في حل أزمة غامبيا، وغيرها من أزمات القارة، تحاول السفير الانتقاص من ذلك الدور، وإعطاء انطباع كاذب بأن الرئيس الموريتاني لم يكن محل ترحيب في بانجول، مع أن حضوره لحفل تنصيب الرئيس "بارو" يعتبر الأبرز، والأهم من بين الزعماء الآخرين، كما أن هذه الخطوة تشي بحنكة سياسية لولد عبد العزيز، لتبديد الصورة التي حاول البعض ترويجها للرئيس الموريتاني باعتباره صديقا شخصيا ليحي جامي فحسب، فجاءت زيارة ولد عبد العزيز اليوم لغامبيا لتقول إن دور موريتانيا في غامبيا، وفي إفريقيا أهم من جامي، وحتى من "بارو". ويبقى السؤال مطروحا.. هل يعبر استهداف رئيس الجمهورية اليوم عن إفلاس من "السفير" أو نفاد لما في جعبتها بدليل إعادتها لأرشيفها دون تنبيه للقراء حسب ما تقتضيه الأمانة الصحفية، أم هو تنفيذ لتعليمات قادمة من الخارج..؟ فبعد الفشل في تأليب الرئيس ضد حكومته، وحزبه، ورجاله، حانت لحظة سياسة الأرض المحروقة، وقلب الطاولة على الجميع... هكذا يقول منطقهم الأرعن.