بمزيج من الأحاسيس الصادقة والمشاعر الإنسانية الجياشة، وحصيلة وافرة من التجارب العملية والمواقف الحياتية، وبأسلوب يجمع بين عذوبة الألفاظ ودلالية المعاني، وسهولة التراكيب اللغوية، أصدرت الشاعرة والأديبة وفاء الفضلي ديوانها الشعري الأول «ذكريات حب» في تجربة أدبية متميزة. ويعد الديوان الذي يقع في 130 صفحة من القطع المتوسط، رحلة استثنائية في عوالم الحب، وجولة على مرابع الذكرى، ومحاولة لاستلهام تجارب العشاق بتفاصيلها المختلفة بين السعادة والحزن والأمل واليأس، وتناول رصين للعديد من القضايا اليومية مع اضفاء طابع من الواقعية الشعرية عليها، عبر خواطر وأبيات تثير ذائقة القارئ وتداعب مخيلته.
تستهل الفضلي «ذكريات حب» بأبيات معبرة عن محتوى الديوان، فتقول تحت عنوان «أترقب» تتحدث فيه عن لهفة الحبيب لمحبوبه وانتظاره لقدومه ولهفته لرؤيته:
اترقب حضوره لو قلبه ما يبيني
يكفي اشوفه دوم طيب ومرتاح
ادري قلبه علي قاسي الله يعيني
هويته كثر ما ملاني هم وجراح
وبعنوان «يا منيتي» ترسم المؤلفة صورة واضحة للمشاعر الملتهبة بين العاشقين قائلة:
يا منيتي عيني ما تبي حب غير
واللي هويته بالحشا هجر ما يبيني
ودي ترى اختلف في خط سيرك
ونسى عقب ما صار بينك وبيني
محتاج اضمك بالصدر استشيرك
يشهد ضميري بالمحبة وبعيني
تلعب بقلبي ما تحكم في ضميرك
وانا حسبتك حيل بتموت فيني
وتواصل الفضلي متابعة احوال المحبين بين الوصال والفراق في «ما تلحقك ضيقه»
ما تلحقك ضيقه لو صرت وياك
ولا تجيك من هموم يا تاج راسي
دنياي ظلمه بدونك ما نساك
ما عشت عقبك يوم انت تقاسي
ابغى انا وصلك معايه ورضاك
ليتك ترى شوقي بعيني وياسي
سبحان ربي جملك لي سواك
الحب لك وحدك وما له قياس
وتعرج الشاعرة على العتب والحب واثره في العلاقة بين الطرفين في «خل العتب»
خل العتب والقلب يدق دايم بسكات
يا سمك يا مالكه وايضا ساكن فيه
تمر الأفراح والاحزان وبكل الأوقات
بس الحب باقي دام شوقي شاريه
كما تشرح أهمية الحب وتصوره كأنه زاد وطعام للعاشق وتقول في «حبك زادي»
يفز قلبي سمعت طاريك
انصت وانا في قيود ذايب
حبك زادي والحشى يغليك
يا غالي لو كنت عني بغايب
يا حرف الزين من يساويك
اسمك ولع في ضميري لهايب
صافي قلبي ما فيه تشكيك
دايم قلبي حيل حبك وصايب
وفي «شمسي تغيبي» تشبه الحبيب وكأنه شروق الشمس بالنسبة لمحبوبه وغروبها عندما يختفي ويغيب عنه
من زمان وأتمنى اقول الكلام
لكن تعرف اني مفتونة يا حبيبي
اه من شوقي واه من هالملام
والجروح اللي بشوفتهم تطيبي
من اشوفك ابدي بالسلام
ويعلم الله انك من قلبي قريبي
يا حبيبي حبك بقلبي العام
مشتاقه لك موت وقلبي صويبي
عيوني محلك يا أحلى غرام
لو تبتعد عني شمسي لك تغيبي
علي صدري جروحي وسام
وجروحي عييت لا يعالجها طبيبي
من قلبي لك اهديك السلام
للي ما نساني يوم يا حبيبي
وتختتم المؤلفة ديوانها الشعري بأبيات مميزة بعنوان «كثر جروحي»:
غايب وتترك نار حبي دفيني
غايب وتحرق حيل اعصاب روحي
فاضت من فرقاك دموع عيني
يعشق ترى الليل وجدان نوحي
اهديتلك دنياي وجمل سنيني
واهديتيني هجران وكثر جروحي
حبك بقلبي ظاهرن بان فيني
واخفي عن العالم بقايا فروحي
احبك وما انسى خيالك سنيني
الشوق باقي ما يفيد الشروحي
«من زمان»
من زمان وبصدري الكلام
لكن البوح خجول يا حبيبي
آه من شوقي وآه من الملام
والجرح الي بشوفتك يطيبي
من أشوفك ابدي معك بالسلام
ويعلم الله انك لقلبي قريبي
يا حبيبي حبك بقلبي من العام
مشتاقه لك موت وقلبي صويبي
عيوني محللك يا أحلى غرام
لو تبتعد عني شمسي تغيبي
من دونك أعيش بظلام
إنت حياة الروح يا نصيبي
على صدري احمل جروحي وسام
وجروحي عييت يعالجها الطبيبي