الحسيني: كلينتون الشخصية الأكثر أهلية لقيادة الولايات المتحدة وإدارتها ستولي منطقة الخليج أهمية خاصة ..ومواقفها ستكون أكثر حزماً

اثنين, 01/23/2017 - 21:37

نظام الانتخابات الأميركية الطويل والمكلف يعتبر من أبرز الأنظمة الكاشفة لنوعية المرشحين لمنصب الرئيس

ترامب كشف عن جهله بعدد مواد الدستور الأميركي عندما تحدث عن المادة 12 في دستور يتكون من 7 مواد وخلط بين المواد والتعديلات!

 كلينتون – ترامب مواجهة غير متكافئة بكل المقاييس .. وتقدُّم كلينتون في استطلاعات الرأي بمتوسط 7%

ترامب أدلى بـ 12 تصريحاً إلى الآن كل منها كان كفيلاً بنسف الحملة الانتخابية لأي من المرشحين الجمهوريين السابقين لو أدلى أي منهم به

حل مدير التحرير الزميل محمد بسام الحسيني ضيفا على برنامج «الطريق إلى البيت الأبيض» الذي يقدمه أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي على شاشة تلفزيون الكويت، وخلال البرنامج علّق الزميل الحسيني على آخر التطورات والتحليلات الخاصة بواحد من أغرب السباقات الرئاسية في تاريخ أميركا هذه السنة، مؤكدا ان نظام الانتخابات الأميركية طويل ومكلف لكن طول فترة الحملة الانتخابية كفيل بكشف الواقع الحقيقي للمرشح وعدم فوزه بضربة حظ، وهذا ما يجسد حكمة من وضعوا هذا النظام.

وأوضح الحسيني أن مواجهة كلينتون – ترامب غير متكافئة بكل المقاييس، وأن تقدم كلينتون في استطلاعات الرأي بمتوسط 7% نتيجة مريحة، مشددا على أن كلينتون هي الشخصية الأكثر أهلية لقيادة الولايات المتحدة في الوقت الحالي، لافتا إلى أن ادارتها ستولي منطقة الخليج أهمية خاصة وأن مواقفها ستكون أكثر حزما وأكثر ايجابية، مشيرا إلى أن اعتراف ترامب بأنه ربما لا يفوز بهذه الانتخابات يعكس المأزق الذي يعيشه الجمهوريون، مضيفا انه أدلى بـ 12 تصريحا إلى الآن، واحد منها فقط كان كفيلا بنسف الحملة الانتخابية لأي من المرشحين الجمهوريين السابقين، فإلى التفاصيل:

أسامة دياب

في البداية، تحدث الزميل الحسيني عن خصوصية نظام الانتخابات في الولايات المتحدة الأميركية والتي تتميز بنظام حرص واضعوه على تحصينه برؤية مستنيرة ودرجة عالية من الوعي، فامتداده لأشهر طويلة يساعد على كشف حقيقة المرشحين ويعطي الناخب الفرصة الأكبر في التعرف على شخصياتهم بصورة كاملة وفي مواقف مختلفة وتحت ضغوطات متنوعة، موضحا أن هذا النظام - بشكله الحالي - يحمي الولايات المتحدة من وصول شخصيات موتورة ومتهورة إلى المكتب البيضاوي.

وأشار الحسيني الى ان هناك غضبا حاليا في أميركا وتمردا على المؤسسات السياسية التقليدية في واشنطن يشمل الديموقراطيين والجمهوريين على السواء، حيث يتهم الناخب الأميركي الجمهوريين باستنزاف مقدرات البلاد في حروب خارجية كانت لها نتائج كارثية على أميركا والعالم، بينما يتهم الديموقراطيين بالسلبية الزائدة مما ادى الى تهديد مصالح أميركا القومية حول العالم.

جهل بالدستور

وردا علــــى سؤال حول تقييمه لشخصية دونالد ترامب وقراءته لتصرفاته التي تثير العديد من المخاوف في صفوف قواعده الانتخابية، بالرغم من النجاحات التي حققها في البدايات كقادم من خارج الحزب وفوزه على 16 مرشحا تقليديا منه، لفت الحسيني إلى أن ترامب بدأ ينكشف تدريجيا لمؤيديه قبل معارضيه مع تقدم العملية الانتخابية وأكبر دليل على ذلك الحملة المتصاعدة التي يتعرض لها من داخل الحزب الجمهوري وعلى لسان العديد من كبار قياداته ورموزه.

وأشار الحسيني إلى ما نُشر عن الجلسة التي جمعت ترامب مع أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي وكشفت عن جهله بعدد مواد الدستور الأميركي حيث تحدث عن (المادة 12) منه في حين أنه يتكون بالأساس من 7 مواد فقط والبقية تعديلات، حيث خلط ترامب بين المواد والتعديلات، مضيفا ان ترامب أدلى بـ 12 تصريحا إلى الآن.. يقول الخبراء إن واحدا منها كان كفيلا بنسف الحملة الانتخابية لأي من المرشحين الجمهوريين السابقين لو أدلى به!

حملات التشويه

وردا على سؤال حول اتهامات ترامب للإعلام الأميركي بالوقوف ضده والتغاضي عن تجاوزات هيلاري كلينتون ومخالفتها للقانون الفيدرالي، أوضح الحسيني أنه في عصر مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح الاعلامي أصبح من السهل أن نجد اخطاء لشخص عمل على مدار أكثر من ثلاثة عقود في المجال السياسي، فمن الطبيعي اليوم أن تزيد حملات التشويه لدى طرفي الانتخابات، لافتا إلى أن كلينتون - وبسبب الاخطاء السياسية التي وقعت فيها كأي سياسي عبر تاريخها الطويل - لو كانت تواجه اي مرشح جمهوري آخر من المؤسسة الحزبية مثل تيد كروز أو ماركو روبيو او جون كيسك لاختلفت الأمور بالنسبة لها عما هي عليه الآن مع دونالد ترامب وقلت حظوظها، مشيرا إلى أن الوضع في هذه الانتخابات أخطر بالنسبة للجمهوريين فأغلبيتهم في مجلس الشيوخ مهددة، وأكبر دليل على المأزق الذي يعيشونه هو اعتراف ترامب نفسه بأنه ربما لا يفوز بهذه الانتخابات وهو تصريح مستغرب ان يصدر عن مرشح، حيث قال ترامب انه يخطط بحال سقوطه لإجازة طويلة.

وأوضح الحسيني أن انتخابات مجلس الشيوخ تمثل التحدي امام الجمهوريين حيث ان لديهم اغلبية 54 إلى 44 وهناك 24 من المقاعد التي يشغلها جمهوريون من الممكن أن تتغير خلال الانتخابات مقابل 10 للديموقراطيين، والحزب الديموقراطي بحاجة إلى الحفاظ على مقاعده الحالية والفوز بـ 5 مقاعد اضافية لينال الأغلبية، مبينا أنه في حال فازت كلينتون بالرئاسة وفاز الديمقراطيون بأغلبية مجلس الشيوخ ستتغير معالم المشهد الأميركي.

مسيرة كلينتون

وحول أبرز نقاط القوة في مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون والمطلوب منها للاستمرار بهذا الزخم وإضعاف منافسها أكثر فأكثر، أشار الحسيني إلى أن كلينتون قدمت الكثير للولايات المتحدة طوال مسيرتها الطويلة في العمل السياسي منذ أن كانت سيناتور عن نيويورك ودورها البارز كمحرك لردة الفعل وإعادة بناء المدينة بعد أحداث 11 سبتمبر، كما كان لها دور مميز كوزيرة خارجية ناجحة بمساهمتها في حل المشاكل والقضايا العالمية، وهي الوزيرة التي قطعت اكبر مسافة بالأميال في الطائرة في تاريخ وزراء الخارجية الأميركيين، فضلا عن تميزها بالانضباط، وهذا ما جعلها نموذجا للعمل الحزبي قبل الانتقال للعمل الرئاسي، موضحا أن الاهم هو قدرتها على العمل بين الجناحين الديموقراطي والجمهوري من خلال عملها في الكونغرس.

ترامب رجل المتناقضات

وعن ابرز معالم السياســــة الأميركيــة الخارجية بالنسبة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، لفت الحسيني إلى أن ترامب هو رجل المتناقضات حيث يدعي أنه يريد أن يعيد عظمة أميركا في حين أنه يرغب في تغيير كل السياسات التي جعلت منها دولة عظيمة، مشددا على أن الطرح غير المتماسك واللامتناسق لترامب يجعل من الصعوبة بمكان تحديد ملامح سياسته الخارجية، كما أنه لا يمكن مقارنته بالمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون نظرا لخبرتها العريضة في هذا المجال في جميع المجالات، مستشهدا بما قالته كلينتون عن ترامب: «رجل يُستفز بتغريدة لا يمكن أن يؤتمن على الزر النووي»، مشيرا إلى ان مشكلة ترامب الحقيقية في عدم استماعه لنصائح المقربين منه ولذلك يخسر قواعده من داخل الولايات المتحدة، وبالتالي فكيف ستكون علاقاته بالخارج؟ لافتا ايضا الى أن الطرح الاقتصادي لترامب لم يأت بجديد سوى الإعفاءات الضريبية للأغنياء والذي كان صادما لطبقة عريضة من الناخبين.

وأشار الحسيني إلى أن مسيرة ترامب نحو البيت الابيض تتعقد في حين تمضي مسيرة منافسته على مقعد الرئاسة هيلاري كلينتون بصورة جيدة وتستمر في حصد النقاط، موضحا أنها الشخصية الأكثر أهلية لقيادة الولايات المتحدة في الوقت الحالي، خصوصا اذا استطاعت أن تنفذ برنامجها الاقتصادي الذي اعلنت انها ستطلقه في أول 100 يوم، إلا أنها تواجه مشكلتين اساسيتين، الأولى على مستوى القواعد الشبابية وقد تساهم استعانتها بالسيناتور بيرني ساندرز في حلها في المستقبل اذا اختير ضمن فريق ادارتها، أما المشكلة الثانية فتتمثل في اتهام الكوادر النسائية في الحزب بتخليها عن قضايا المرأة وهو اتهام غير صحيح، وفي المقابل، فان اهم نقطة قوة عند هيلاري هي انها تحظى بدعم جبهة من رموز ونجوم السياسة والاقتصاد الملتفين حولها لدعمها وجميعهم مؤثرون بشكل كبير في الناس، ومنهم من تابعناهم في مؤتمر الحزب مثل الملياردير مايكل بلومبيرغ وليون بانيتا وغيرهما.

وأوضح الحسيني أن كلينتون تولي منطقة الخليج أهمية خاصة وهي صديقة لدول الخليج العربي وستكون أكثر حزما تجاه قضايا المنطقة وايجابية مع هذه الدول، مشيرا إلى أن المنطقة ستشهد خطوات إيجابية حتى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية خصوصا على صعيد موقعة الموصل في العراق لان وضع داعش أصبح خطرا جدا وتحقيق مكاسب في هذا الملف سيكون مفيدا بكل تأكيد، مبينا أن كلينتون تدخل البيت الابيض في أوضاع اقتصادية افضل من سابقها ولذلك ستولي اهتماما اكبر لأزمات الشرق الأوسط.

 

الشايجي: «الطريق إلى البيت الأبيض» يتابع الانتخابات الأميركية قبل إجرائها بـ 6 أشهر

أكد مقدم البرنامج أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي أن برنامج «الطريق إلى البيت الأبيض» هو البرنامج الوحيد في التلفزيونات العربية سواء الاخبارية أو غير الاخبارية الذي يخصص متابعة اسبوعية للانتخابات الأميركية قبل إجرائها بـ 6 أشهر، لمتابعة تطورات الحملتين الانتخابيتين لمرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب ومرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون من خلال فريق عمل مميز من المعدين والفنيين والمخرج ومساعديه.

وأوضح د.الشايجي أن «الطريق إلى البيت الأبيض» في موسمه الثالث يحقق نجاحات عديدة ونسب مشاهدة عالية، ويهدف بالأساس إلى تثقيف المشاهد الكويتي والخليجي وتبسيط تعقيدات الانتخابات الأميركية التي تعتبر الأطول والأكثر كلفة والأكثر تعقيدا في العالم، لافتا إلى أنه في آخر 10 أيام من الانتخابات ينتقل فريق العمل بالبرنامج إلى واشنطن لتقديم تقرير يومي مباشر عن سير الانتخابات، بالإضافة إلى نقل حي مباشر ليوم الانتخابات منذ بدايته حتى إعلان النتائج.

 

العنتري: البرنامج يضاهي أفضل البرامج الإخبارية في القنوات العالمية

أكد رئيس التحرير ورئيس فريق العمل ببرنامج «الطريق إلى البيت الأبيض» خالد العنتري أن أهم ما يميز برنامج الطريق إلى البيت الابيض هو الطرح الحيادي المتجرد والذي يتسق مع سياسة الكويت الخارجية، موضحا أن البرنامج في موسمه الثالث يظهر بحلة فنية احترافية رائعة تضاهي أفضل البرامج الاخبارية في القنوات العالمية، مشيرا إلى تجربته التدريبية التي خاضها في قنوات الـ cnn والتي كان لها أثر بالغ على طريقة إدارته للعمل والتعامل مع الفريق وتوزيع الادوار فيه، مثمنا دعم وزارة الاعلام وقياداتها للبرنامج للظهور في أفضل صورة وتقديم رسالته على أكمل وجه.

الحسيني: تسعدني المشاركة مجدداً بعد 4 سنوات في البرنامج

قال مدير التحرير الزميل محمد الحسيني ان «الطريق إلى البيت الأبيض» برنامج قيم وثري وهادف وانه سعيد لدعوته للمشاركة فيه مجددا بعد 4 سنوات من مشاركته الأولى عام 2012.

واضاف الحسيني: يختلف البرنامج عن برامج «التوك شو» العادية في حجم ما يقدمه من فائدة ومعلومات وجهد بحثي، لافتا الى ان الانتخابات الأميركية تهم كل بلد ولها تأثير سياسي واقتصادي علينا جميعا لذا فان تخصيص برنامج لها يعد خطوة مميزة وفكرة رائعة في تلفزيون الكويت تشكل إضافة لهذا التلفزيون العريق في المنطقة.