قالت مصادر سياسية واسعة الإطلاع إن موريتانيا قررت تشكيل تحالف إقليمى رافض للتدخل العسكرى فى غامبيا، باعتباره تهديدا جديا لأمن القارة الإفريقية، وتصرفا خارج الأطر القانونية والدبلوماسية المعمول بها فى مثل هذه الأزمات.
وقالت المصادر إن التحالف الذى تقوده موريتانيا تشارك فيه "أتشاد" و"غينا كوناكورى" ومن المتوقع أن تنضم إليه "غينا بيساو" وساحل العاج والجزائر.
ويهدف التحالف الجديد إلى معالجة الملف ضمن دائرة الاتحاد الإفريقى، وعدم القفز على الجهود الدولية المبذولة حاليا من أجل احتواء التوتر.
وبحسب المصادر فإن التحالف الفرنسى الإفريقى الرافض لأي تفاوض مع يحي جامى هو المسؤول عن التوتر الذى أعلن عنه إعلاميا على الأقل مساء امس الخميس من طرف الجيش السينغالى، لكن الأطراف الفاعلة فى القارة السمراء تدرك أن فرنسا يمكنها أن تفتح جبهة جديدة، لكنها غير قادرة على مواجهة الآثار السلبية لها، كما حصل فى ليبيا ومالى ومناطق أخرى من القارة.
المعلومات تشير إلى امكانية عقد قمة مصغرة للدول المعنية بالملف الغامبى - باستثناء السيغال- فى محاولة لإيجاد حل للأزمة المتفاقمة ولجم طموح مكى صال الراغب فى فرض أجندته بالدولة الإفريقية المضطربة دون أدنى تشاور مع المنظومة الإفريقية والفاعلين فيها.
وحسب التقارير الأولية فإن الرئيس الغينى "ألفا كوندى" سيصل فجر الجمعة إلى نواكشوط لنقاش آخر التطورات مع نظيره الموريتانى، على أن يصل الرئيس أتشادى إدريس دبى يوم الجمعة من أجل إجراء المزيد من المشاورات حول الملف، وإعلان مواقف مشتركة بشأن التدخل العسكرى الذى تقوده السينغال، والذى لايزال مثار قلق فى أوساط صناع القرار بالقارة السمراء.
وكانت موريتانيا قد أستبقت وصول الزعماء الأفارقة لنواكشوط من خلال عقد سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية مع سفراء أبرز الدول المؤثرة فى القرار الدولى ( أوربا وأمريكيا والصين وروسيا) من أجل وضع الأطراف المعنية فى صورة الوساطة المقام بها من طرف الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، ورؤيته للحل، والمواقف السينغالية المتعصبة لفرض التدخل العسكرى، والمقترح الذى قدمه الرئيس الغامبى يحي جامى خلال اجتماعه الأخير مع الرئيس الموريتانى بالعاصمة بانجول.